Monday, August 25, 2014

The Russian Show in Hurghada Red Sea







مقال ممنوع من النشر.. صورة سكس


وائل الغزاوي
في الوقت الذي تعاني فيه العاصمة وكل المحافظات من انقطاع متكرر في الكهرباء وفي ظل ازمات البنزين والسولار.. يخرج علينا مشايخ السلفية بتكرار نفس السيناريوهات التي كانت تحدث في عصر مبارك بالخروج بفتاوى شاذة لا يمكن أن يدركها عقل او منطق إنساني على الاطلاق.
وكأنهم يوجهون الرأى العام للجدل فقط والانشغال بفتاويهم العجيبة.. فيخرج اسامة القوصي منذ يومين بفتوى أنه يجوز للشاب ان يشاهد الفتاة التي يريد خطبتها وهي تستحم عارية ليتفقد مفاتنها التي قد تعجبه فيتمم الخطبة او لا تعجبه فينصرف عنها.. وكان الفتاة لا عرض لها ولا اهل ولا صون لكرامتها.
ويبقى السؤال.. على سبيل الاجتهاد من فتوى الشيخ.. لما لا تبيح "ممارسة الجنس معها قبل الزواج.. بالمرة فقد لا يعجبها اسلوبه او لا تعجبه على الفراش من باب التجربة".. فيتراجع سريعا عن فتوته الغريبة ولا احد يحرك ساكنا ولا الازهر ولا المؤسسات الدينية 
إلا أن الدنيا تقوم ولا تقعد مكانها حين نتجادل في عذاب القبر.. ويبرر البعض أن "عذاب القبر" من الثوابت الدينية ويخرج الجميع يسب الشيخ محمد عبد الله نصر الشهير بخطيب ميدان التحرير.. ويقول ما يقول الجميع فيه ويعيب في شخصه ويشككون في شهاداته العلمية.
وكأن ما قاله خروجا عن الدين.. هل دور المؤسسات الدينية اثارة الجدل حول قضايا جدلية لا اساس لها في القران الكريم او السنة النبوية الصحيحة.. ام دوره ارثاء مبادئ الانسانية التي حث عليها الاسلام الصحيح.
ايهم اكبر عند الله رؤية عورة امراة وكانها جارية في سوق النخاسة والذي من الممكن ان يستبيح الشباب ذلك في رؤيه عوراتهم من باب التجربة ام عذاب القبر؟.
ايهم سيشيع الفاحشة في المجتمع ويحدث خللا حقيقيا داخل قيم المجتمع وفي صميم المجتمع المسلم.. لتضحك علينا الامم من الجهل والسفه.. وكأن المراة خلقت فقط لتصبح اداة جنسية فقط.
السيسي هو الرئيس الوحيد الذي خاطب العقول في امور الدين وطالب في احتفال ليلة القدر بأن يكون الاهتمام الاكبر هو البحث وتطوير علوم الدين بما يتناسب مع المتغيرات المستجدة على المجتمع.. الا ان الازهر لم يحرك ساكنا الا في قضية جدلية حول عذاب القبر.. بالرغم من ان الشيخ الراحل محمد متولي الشعرواي ناقش هذه القضية من قبل ونفى وجود عذاب القبر.
الصمت لم يتوقف هنا بل خرج ياسر برهامي السلفي نائب رئيس الدعوة السلفية.. فخرج بفتوى جديدة وهى اجازة ممارسة العلاقة الزوجية بين الزوج وزوجته المستحاضة إلا انه حظر من البكتريا والامراض ورجح استخدام الواقي الذكري.
ما هذه الفتاوي ومن اين يأتون بها في عصر وصلت فيه التكنولوجيا والعلم إلى عنان السماء.. اين علوم الدين التي تحث على العمل والعلم والابتكار والتفكير والاجتهاد وتيسير الحياة على الناس.
هل خرج منكم احد سواء كنتم مشايخ سلفية او ازهرية او صوفية أوغيرها من طرق دينية بالحديث عن الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا.. بدلا من استخدام الهواتف المحمولة في الغش في الامتحانات وتبادل الصور السكس واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتسهيل الدعارة.
هل رشح منكم احدا كُتب تحس الشباب على التطور او تعلم اللغات الاجنبية بشكل ايسر او تعلم لغات البرمجة او التعرف على التطور التكنولوجي الذي يحدث من حولنا.
اين حس الناس على التوقف عن الاستغلال او التوقف عن تشوية صورة المراة واعتبارها اداة للجنس.. اين الارتقاء بالاخلاق.. ألا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال اتيت متمم مكارم الاخلاق.. اي اخلاق فيما تتلفظون يا سلف الرسول.. اين اداب الحديث من اهانة شيخ ازهري يجتهد.. هل الاجتهاد اصبح محرما.. وتوقف عند استباحة جسد المراة خلسة لرؤيتها عارية للتلذذ بصورتها.
فاحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي قال اقتراحا ان كل فتاة تريد الزواج تصور نفسها عارية بكل الاوضاع.. وتذهب لجهة مسئولة وتسلم الصور ويتم تجميع الصور على اسطوانات مدمجة للشباب الراغب في الزواج.
اعتقد أن ما يُفعل عن عمد.. بمجتمع يعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية سيئة بالاضافة لسياسية غير مستقرة.. واصرار على الابقاء على الوضع الحالي في وسط وضع بالمنطقة العربية يعاني من القتل بأسم الدين.. قتل الابرياء تحت التهليل والتكبير واعتبار ما يفعلونه جهاد سواء في سوريا او العراق او ليبيا او غيرها من الدول التي ترافقنا وطنا واحدا.. يوعدون الناس بحور العين وكأن الدنيا لا متاع فيها غير القتل ولا هدف لهم غير قتل الناس للناس لتنهال المليارات على مجموعات من القادة وحين يمرض احدهم يذهب لبلاد الكفر كما يسمونها ليتلقي العلاج.. او ليستجم.
ماذا انتم بفاعلون بمجتمعات تأخرت السنوات تلو الاخرى.. بسبب التجهيل والترهيب وحصر الفكر في الجنس والغرائز.. فان الله غفورا رحيم.. رحيم ولا تسع رحمته شئ وهو على كل شئ قدير.. أن يبدل هذه العقول التي تشوه دينه السمح وامته الوسطى بعقول تخاطب عقول البشر الذي يجب أن يعيش كباقي البشر في الكون ولا يعيش كشرا يهدد حياة الناس.

Thursday, October 04, 2012

فن تدكيك اللباس


فن تدكيك اللباس
وائل الغزاوي
بالتأكد أن كل منا يعرف ما يسمي بتدكيك الاستيك في اللباس* هات "بنسه شعر حريمي" واستيك حرير وقم بالعملية المصرية الشهيرة التي نعرفها جميعا وصولا للطرف الاخر من الناحية الثانية ثم عقده جيدا لكي لا يهرب الاستيك مرة اخرى.
هذا بالظبط ما يحدث في السياسة المصرية اننا نحشر (الاستيك) في الشعب ونلفه جيدا لنصل للناحية الاخري المتشابهة تماما مع الناحية الاولي بدون اي تطوير في العملية الفكرية الانسانية.. كنت اتوقع أن بعد ثورة يناير 2011 التي قام بها الشباب بدون قيادة سياسية حقيقية ان تخرج بنتائج حقيقية ملموسة واقعية تصل بنا إلى جزء ملحوظ من التطور المجتمعي والافكار التي تغير جزء ولو محدود من الافكار المصرية التي تلوثت بمناخ الفساد الا انه لم يحدث.
تمنيت أن يحدث تطور تعليمي ملحوظ الا أننا قمنا جميعا بنشر البوست الشهير الخاص بمصروفات الاطفال في المدارس الحكومية المتعثرين في دفع المصروفات الدراسية.. تدكيك التبرع في الحقوق الاساسية للمواطن.
ليصل التدكيك إلى منطقة الخياطة ويتوقف قليل او تفشل عملية التدكيك الكلية للباس بسبب صعوبة الظروف او الامكانيات او عدم وجود ميزانيات او.. او.. او.. الا أن التدكيك لا يقف عند هذا الحد فقط بل بالتضارب في التصريحات السياسية وزير المالية "لا نستطيع تطبيق الحد الادني والاقصى للاجور في مصر الان".. ليخرج المتحدث الرسمي للرئاسة الدكتور ياسر علي أن الحد للاجور تم تطبيقه منذ يناير المنصرم.. الله هو الاستيك انقطع ام لم ينقطع.. هذه المرحلة هي مرحلة انفلات الاستيك من "بنسه الشعر" لنعيد الكرة من جديد ونكرر ونعيد ونزيد حتي ننسى هذا الموقف لنصل إلى الناحية التانية التي تتشابه تماما مع الناحية الاولي.. وهي البحث عن لباس اخر لتدكيكه وتسمتر العمليات التدكيكيه حتى نتوه ونصل إلى نظرية البيضة ولا الفرخة.
نندهش من تطور العالم الاخر وما وصلوا اليه من تطور وفي نفس الوقت لم نغير شيئا حقيقيا من سلوكياتنا ولا نحاول ان نغيرها والكثير منا يري أننا افضل شعب واخف دم والاكثر تدينا.. فاذا كنا كذلك فمن الذي يقتل ويسرق ويختلس ويرتشي يوميا حتى بعد الثورة من الذي يقطع الطريق ويمنع الناس من الوصول لاعمالها من الذي يذهب لعمله فلا يحسنه.. الا هذه السلوكيات غير الدين الا هذه غير الافعال غير الاخلاق.. هل خفه الدم في اننا نعتبر انفسنا اننا نفهم في اي شئ حتى ولو لاول مرة نسمع عنه.
الواقع والدراسات تقول اننا نستورد سلعنا الاساسية والتافه منها اننا لا نجيد حتى اليوم صناعة ابره الخياطة.. حتى بنسه الشعر اللي بندكك بيها اللباس مستوردة.. ليس لدينا علام يقدم افكار وان اتيحت لك الفرصة لعمل فكرة جديدة لا تحسن ادارتها فتفشل انت وهي.. الكسل عنوان كبير مكتوب على هذا البلد.. والاستغلال والجشع وكل العادات السئية بيننا أناس يتمنون التغيير الحقيقي لكن شماعه الظروف تقف حاجز بينهم فاذا كنت تريد ان تتغير فيجب أن تضحي بجزء من ما تجنيه من اخطاء ترتكبها بشكل يومي
يوجد الكثير من النماذج التي نجحت ولم تكن الصورة بهذه السوء لكن وراء كل قصة نجاح يوجد الكثير من الصعوبات التي واجتهم كلنا نبحث عن 100 يوم في وعد انتخابي وكلنا يعلم انه لن يتحقق.. ولا نبحث عن 100 يوم من المشكلات المتفاقمة والوعود اليومية والايمانات المغلظه التي نحلف بها يوميا ولا ننفذ منها شئ.. لا ادافع عن مرسي او غيره بل يجب أن يبدأ التغيير من داخلك انت.. فاليوم يمكن فيه انجاز الكثير من المهام غير الذهاب للعمل في الصباح لتكون المحصلة الاجمالية من ساعات عملك مجرد دقائق ان تعدت الساعة الواحدة تشعر بالتعب والارهاق والذهق.
اين نحن كشعب من هذا التغيير.. لا توجد وقفة احتجاجية واحدة من اولياء الامور تطالب تطوير المناهج الدراسية لابنائهم.. لم يقف احدا في ميدان عام معلقا لافته مكتوب عليها حلا لازمة المرور أو الخبز.. لم نحاول ان نخفض استهلاكنا من الكهرباء لحل الازمة.. بالامس كنت في البنزينه لان مؤشر البنزين كان وصل للمنطقة الحمراء ولا اذهب إليها الا في هذه الحالة.. فكان امامي تاكسي وقف في الطابور اكثر من 15 دقيقة اخذ اربع لترات فقط لان البنزين لدية كان ممتلئ عن اخره.. اخذ بنزين مدعوم وعطل الاخرين وعطل نفسه وبالتاكيد هو غير ملتزم بتشغيل العداد مثل المئات من سائقي التاكسي.
في احد الايام ركبت تاكسي فلمحت في تابلوه سياراته مفتاح الغاز الطبيعي فسالته عن عيوب وايجابيات الغاز على السيارة لاني كنت انوي تحويل سيارتي لغاز.. فحلف بايمانات الامة الاسلامية بأنه يضع في السيارة بنزين 92 حفاظا عليها.. فاشرت لمفتاح الغاز الموجود امامنا فصمت صمتا طويلا ولم يستطع الاجابة.. لماذا نحن هكذا.. اذا كنت تريد ان تكون مواطن محترم في بلدك فإبداء بنفسك ثم بيتك ثم مجتمعك ثم منطقتك ثم مدينتك لنصل جميعا لنقطة تواصل واحدة.. وكفانا تدكيك للباس

*اللباس باللغة العربية لا تعبر عن ما دار في ذهنك بل هو كل ما يتم ارتدائه من ملبس

Thursday, September 27, 2012

الفيلم المسئ للرسول الكريم

الفيلم المسئ للرسول الكريم

في البداية ارفض تسمية هذا العمل القذر بانه الفيلم المسئ للرسول الكريم.. لان الرسول لا يمكن ان فيلما يسئ الي سيرته الطاهرة فلنسميه فيلم "خنازير المهجر".

الصبح وانا جاي للشغل في مدخل القصر العيني والمبني ملاصق للسفارة الامريكية صادفتني سيدة في العقد السادس من عمرها تقريبا كانت تريد الوصول لوزارة الصحة لتخليص اوراق مهمة للغاية كادت ان تبكي على عدم قدرتها للوصول لشارع القصر العيني لان المدخل الوحيد الذي كان متاح لها هو الصعود فوق السور الحجري في تقاطع الشيخ ريحان ولم تستطع فعل ذلك بسبب كبر سنها حاولت اساعدها انا ومجموعة من الشباب لكن الحجارة كانت عالية عليها ولم تستطع فعل ذلك فنصحتها بأن تأتي يوم الاحد.. تحسرت وقال يعني هو يوم الاحد هعرف اجي قولت لها ان شاء الله فردت بهدوء ووقار حزن ان شاء الله يا بني انا متشكرة..

معلومة هذه السيدة مسيحية حاولنا مساعدتها.. هذه السيدة بالتأكيد كانت تبحث عن صرف علاج او ما شابه ذلك.. هذه السيدة لا ذنب لها من هذا العمل القذر الذي انتجه الصهاينة ومسحيو المهجر لاني ارفض ان اقول عليهم انهم اقباط لان القبطي مصري.

من مصلحة من تعطيل مصالح الناس هل بذلك ننصر الله ورسوله.. بالطبع لا.. اذا كنت تريد ان تنصر الله ورسول فأعلم ان ما يمحو هذا الفيلم هو سلوكك السمح ونشر دين الله بطريقة صحيحة وواضحة للناس

انما ما يحدث حاليا في محيط السفارة الامريكية لا داعي له على الاطلاق بل يظهرنا اننا همج ليس اكثر فما بالكم لو تقدم مشايخ الازهر مسيرة وقدموا للسفارة الامريكية وجاليتها كتب عن الرسول وتفاسير القران الكريم والقران مترجم باللغة الانجليزية كهدية

لماذا اصحاب القنوات الدينية العملاقة في محيط الشرق الاوسط لا ينفقون جزءا مما يكسبون وهو الكثير على نشر الدين الصحيح لغير المسلمين بطريقة مهذبة وحضارية فانه دين الحضارة

لماذا لا نقدم تفاسير القران الكريم مترجمة وايضا سيرة رسول الله كذلك للجاليات غير المسلمة فاذا كان عددهم مليونا فقد يقراء هذه الكتب على الاقل الف شخص يتعرفون على صحيح الدين الاسلامي ليس بنيه دخولهم الدين الاسلامي بل لتعريفهم بهذا الدين الذي يشوه الاعلام على مر العصور

لهذه السيدة القبطية انا اسف لاني لم استطع ان اوصلك لوزارة الصحة التي كنت تريدين الوصول اليها.. فكل الشوارع كانت مغلقة بسبب ما يعتقدون بأنهم بفعلهم ينصرون دين الله السمح.

ليس بسب جنود الامن المركزي بأفظع الشتائم والسباب بالدين لهم.. فكيف تنصر الاسلام وانت تسب دين الاسلام.. ما ذنب هذه السفارة الامريكية من فعل ذلك هم مصريون ويهود يعيشون في امريكا ليست شركة امريكية او مؤسسة امريكية معترف بها او اي شئ امريكي على الاطلاق.

ماذنب أصحاب السيارات الخاصة في أن يجدوا ما ادخروه في عمرهم يحترق امامهم من مجموعة همجية فهل بحرق السيارات الخاصة والممتلكات العامة لن يعرض الفيلم المسئ للرسول صلي الله عليه وسلم هل بهذه التصرفات الغوغائية سيتم اي شئ غير العنف

هل سقوط عدد من الضحايا او المصابين بين الطرفين الشرطة التي بدورها تحمي الكيانات الدبلوماسية بغض الطرف ان كانت امريكية او غير ذلك من اي جنسية لان السفارة تعبر عن كيان دولتها ولذلك من حقوقها ان ترفع علمها على الارض التي هي عليه.. كما انها لها الحق في وجود قوات مناسبه لحماية بعثاتها الدبلوماسية ورعاياها.. وبين مجموعة غير معروف انتمائها لاى جهة تحدف الطوب والملوتوف على جنود مصريين لا ذنب لهم في شئ.. هل توافق على مهاجمهة السفير المصري في اي مكان وقتله او سحله او نهب السفارة كما يريد ان يفعل من هم موجودون حاليا.

اتعجب من المتظاهرين اليوم من انتم حقا ماذا انتم فاعلون فلنقل انكم استطعتم ان تدخلون للسفارة ماذا ستفعلون ستنهبونها ستقتلون من تقابلون مثلا هل بذلك ستحققون نصره النبي صلي الله عليه وسلم .

ماذا فعلتم لدين الله... كيف نصرتهم الرسول الكريم في حياتكم اليومية ابحثوا داخل انفسكم اولا ثم حاسبوا من هم خارج الدين على ما هم فاعلون.. ان ما تفعلونه ما هو الا تصرف همجي لا يصنف غير ذلك من الافضل ان تعودوا من حيث اتيتم لانكم لن تستطيعوا حتي نصره انفسكم وليس نصره الدين الاسلامي السمح او رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم.

تخطون خطوات ثابتة في نفس الدرب

تخطون خطوات ثابتة في نفس الدرب

بالرغم من ما تعرضت له جماعة الاخوان المسلمين على مدار العقود الماضية سواء في ظل حكم الرؤساء الثلاثة الذين تعاقبوا على حكم مصر منذ ثورة يوليو 1952 الا أنهم ينتهجون نفس النهج الذي كان يتخذه الحزب الوطني (المنحل) وما افسده في سلوك الناس اجتماعيا بعيدا عن المشكلات السياسية التي تعاقبت على مصر طوال فترة حكم المخلوع.

فالتطور المجتمعي الذي وصلنا له الان لا يصل بأى شكل من الاشكال إلى أن يوصف بالتطور فكانت مصر في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي تشابة اوروبا بشكل كبير إلى أن فتحت ابواب الهجرة لدول الخليج العربي وبدلا من ان يحافظ الناس على هويتهم المصرية المعتدلة عادوا بافكار اكثر تشددا من هذه الدول التي ذهبوا اليها للبحث عن لقمة العيش.. واستوردوا الافكار المتشددة لتنتشر في الشارع المصري وهذا يظهر بشكل كبير في تحولات الحجاب من مرحلة البشنقة إلى مرحلتي الخمار والنقاب.. اعلم ان البعض سينتقدني لهذا الوصف لكن انظر إلى ما حدث للشارع المصري فتجد الكثير من النساء والفتيات يرتدين الحجاب او الايشارب وتحته ما لا يمكن وصفه فقط انزل للشارع أى شارع في منطقة شعبية او عشوائية او منطقة راقية حتى فالهوية المصرية ضاعت مما لا شك فيه.

النهج الذي يتبعه الاخوان المسلمين اليوم هو تشويه المختلفين معهم سياسيا وفكريا بأى صورة من الصور أو بالسخرية من تصريحاتهم سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي او من خلال المشايخ الذين يسبحون بحمد الجماعة ويقولون ويدعون أى شئ.. فلقد كان اعضاء الجماعة يجتمعون في بيت البرادعي لما يمتلكه من حصانة دبلوماسية تمكنهم من الاجتماع في بيته واليوم يقومون بتشويه بشكل ساذج كما فعل الحزب الوطني من خلال اماناته التي لم تكن امينة على هذا الوطن على الاطلاق.. وايضا حمدين صباحي الذي كان من بين التحالف في الانتخابات البرلمانية التي أسست اول برلمان بعد الثورة.. هو اليوم العدو اللدود.. واليوم تنتشر صورة للاستاذ عمرو خالد الداعية الاسلامي او المفكر المجتمعي أيا كان وصفه.. في معسكر او رحلة تضم عددا من الفتيات ليظهر في الصورة فتاة ترتدي بنطالا ضيقا وتتشارك مع الجميع في لعبة في مكان مفتوح أمام مرئ ومسمع من الجميع.. فما هي الصدمة التي انتابت الناس.

ارجو من كل من يقوم بتشويه او المشاركة بتشويه الشخصيات العامة اليوم لانها تعارضت مع افكار الاخوان المسلمين الذين لو استمروا في هذا النهج سيكون كل من يدافعون عنهم هم اول معارضيهم.. انظر حلوك... لزميلتك في العمل او لاختك او جارتك او قريبتك واى فتاة تمشي في الشارع وحدد اذا هل من الممكن ان تتعامل معها في العلن ام لا... وهل ستتعامل معها بالرغم من ما ترتديه ام سترفض؟!

اسال نفسك قبل ان تتهم الاخرين.. هل هذا الحقد المجتمعي والتخلف الذي وصلنا له اليوم ليصل بنا الحال لهذا السخف والتخلف والجهل مع العلم انني لا أحب الاستاذ عمرو خالد وغير مقتنع بكل افكار البرادعي ولم اكن يوما مؤيدا لحمدين صباحي وانتخبت الرئيس مرسي مجبرا.

يجب ان نتوقف عن ان نجهل انفسنا بافكار لا تتناسب مع وسطيتنا فتقريبا معظم امهاتنا كانوا لا يرتدون الحجاب حتى منتصف السبعينيات او الثمانينات من القرن الماضي فليس كل امراة غير محجبة فهي غير محترمة وليس العكس وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (( إن الله لا ينظر إلى أجسادكم , ولا إلى صوركم , ولكن ينظر إلى قلوبكم )).

فاذا كنا نريد تغييرا حقيقيا فلنغير من انفسنا اولا ونفكر كيف نغير مجتمعنا للافضل للاعتدال والمدنية دون تشدد وبلا تحيز لافكار رجعية تعود بنا لقرون وسطى لم تعيشها مصر... فمصر هي اول حضارة وأول دول التاريخ فلم نكن يوميا بهذا التخلف.

وقال تعالي "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

Friday, August 12, 2011

الاختيار

الاختيار

اتذكر دوماً السؤال الذي كان موجوداً في اختبارات اللغة العربية في الصف الابتدائي (رتب الكلمات التالية للحصول على جملة مفيدة) الغريب أنني كنت دوماً ارتب الكلمات وأحصل على جملة مفيدة لكنها مختلفة عن الكثيرين من زملائي وبنفس الكلمات "اصلها مش هتفرق كتير لو قلنا الحكومة المصرية أو قلنا بفضل توجيهات الحزب الحاكم أو بفضل توجيهات الحزب الوطني الديمقراطي".

الغريب من ترتيب الكلمات هو أنني تابعت عن كثب - باهتمام يعني - الإعلانات التي تم ترويجها قبل انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى والتي تمت منذ أيام في كافة محافظات مصر.. شارك في الحملة عدد كبير من الفنانين وعلى رأسهم يسرا وهشام سليم والمطرب خالد سليم والكابتن حسام البدري والمخرجة ساندرا نشأت والكابتن نادر السيد.. وغيرهم من المشاهير والمجهولين، وعلى رأس المجهولين شخصيتان تحتاجان لتسليط الضوء عليهما، الأولي هي السيدة المصرية المواطنة اللي قالت "مدخلتش كلية أعمل إيه".. والثاني هو الرجل الصريح جدا اللي قال "مراتي هى اللي بتفرض عليا الأكل".. ولم نستطع إغفال ظهور التوأمين اللذين يُذكراني بإعلان حمزاوي على شاشة فضائيات ميلودي وهو يقول لهما "أنا شايف حاجتين زي بعض".

اكثر ما اثار انتباهي ايضا أن هؤلاء سواء كانوا مشاهير او مجهولين قاموا باختيار بعض الاشياء التي تعتبر عادية جدا ولا يمكن أن تكون على الاطلاق من الاشياء الاساسية التي يمكن اعتبارها اختيارا لان كونك تختار فذلك يعني قدرتك على الرفض وليس فقط قدرتك على الاختيار.

فالفلاح الذي امتنع عن زراعة الارز لم يختر زراعة الذرة بدلاً منه، ومن قتل نفسه لم يختر الحياة الكريمة وفضل عنها الانتحار، والمزارع الفقير الذي لجأ إلى مياه المجاري لم تكن لديه القدرة على اختيار مياه النيل الملوثة ليزرع بها ثماره المسرطنة.. والصانع لم يقم باختيار تصنيع انواع رديئة بدلا من الجيدة وذات الكفاءة العالمية، والمستورد لم يجد التجارة البديلة غير المنتجات الصينية ذات العمر الافتراضي المنتهي، والموظف لم يختر أن يكون مهملاً في عمله، فالحياة الكريمة هى الاساس مما لا شك فيه، والحياة الملوثة لم تكن يوما اختيارا فهل منا من لديه الاختيار ليختار من ينوب عنه.

فالرصد المبدئي للانتخابات سجل العديد من الاحداث المخزية والتزوير وعمليات البلطجة التي تتكرر دوما في كافة الانتخابات كما تم استحداث اسلوب جديد وهو الاشراف القضائي على اللجان الرئيسية فقط، بينما يشرف على اللجان الانتخابية الاخرى مجموعة من موظفي التربية والتعليم والوزارات المختلفة مما يفتح الباب ليصبح هناك مجال للشك أوسع من الإشراف القضائي الذي يتسم بثقة الشعب المصري.
تم نشر هذا المقال في موقع جود نيوز يوم 3/6/2010
http://www.gn4me.com/gn4me/details.jsp?artId=3755162&catId=54226&sec=articles

Tuesday, July 13, 2010

الانتخابات النزيهة.. اختار طعمها

الانتخابات النزيهة.. اختار طعمها


مما لا شك فيه أن الشعب المصري لا يعيش الحياة التي يريدها لذلك يشكو من الحكومة، ولكن المشكلة أن الشعب يشكو من الحكومة للحكومة إذن هو عبر بصدق بالغ عن كلمات الشاعر الكبير نزار قباني حين قال"اشكي منك إليك".. ومما لاشك فيه أن الحكومة لا تستطيع توفير هذه الحياة الكريمة لأسباب بديهية أولا أن العالم كله تقدم ومازلنا نحن متخلفين.. العالم كله ينتج ومازلنا نحن نستهلك.. العالم كله تغير ونحن مازلنا نتفرج ونتحسر ونتفاخر بالماضي.

توجد الكثير من الاصوات التي ينادي بها بعض أقطاب المعارضة ضد أقطاب الموافقة التي تؤيد وتشيد وتطبطب بكل الوسائل على النظام لتؤكد أنه الاقدر على تحمل المسئولية وأنه لولا وجوده لما عاش هذا الشعب في هذا النعيم الذي يحيا فيه ولولا الحياة الكريمة التي يعيشها لما كان لديه القدرة على مشاهدة العالم الاخر وهو يتقدم نحو مستقبل افضل وتؤكد هذه الحاشية أن الشعب يعيش ازهى عصور الديمقراطية بدليل أن عددا كبيرا من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية تعبر عن الديمقراطية وهو كأن تفسير الديمقراطية هو الصراخ وليس المشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية او المشاركة في اختيار من هو الاجدر للحكم.

الديمقراطية ليس معناها على الاطلاق أن تخرج الناس تصرخ من الغلاء في الشارع ويحاصرهم المئات من الجنود بالهراوات او المصدات ويتم القبض على من يقودهم، ليست هذه هى الديمقراطية بل معنى تلك الكلمة الاخيرة التي يحلم بها الكثيرون هو تحقيق القدرة على الاختيار فاذا كانت الحكومة تريد رفع اسعار المحروقات مثلا تجري استفتاء لو وافق عليه غالبية الشعب يتم رفع الاسعار وإن رفضوا فلا يتم رفع سعر سلعة مهمة تؤثر بالتبعية على باقي السلع كما حدث منذ عامين حين تم رفع سعر المحروقات الساعة العاشرة مساء.. يا بخت اللى حط بنزين الساعة 10 إلا ربع.

ناهيك عن وهم الديمقراطية لأني لا اعتبر أن النظام الديمقراطي يعبر عن الديمقراطية.. لو افترضنا أن هناك خمسة اشخاص يريدون التصييف منهم اثنان يريدان الذهاب للاسكندرية بينما الثلاثة يريدون أن يذهبون إلى بورسعيد فبالتالي سيذهب الخمسة الى بورسعيد وسيكون لدينا اثنان ليسوا على الدرجة الكاملة من الانبساط لذلك دعونا من النظام الديمقراطي لانه لن يريح كافة الاطراف وسيخرج انواعا جديدة من المعارضة.

فمن منا يتذكر حين كان صغيرا يطمح في اكل العنب الساقع اللذيذ مع الجبن الابيض.. الا أنه يتفاجأ بأن والده دخل للمنزل ومعه عنبة واحدة كبيرة والسبب أنها ستكفي الجميع ويكتشف في مرحلة اخرى وهى مرحلة التقطيع أنها بطيخ وليست عنبا على الاطلاق.. هذا ما تفعله الحكومة توفر لنا بطيخة تكفي الاحتياجات الاساسية.

اذن فمن واجبنا أن نتضامن مع الحكومة ضد المعارضة لاسباب كثيرة لان المعارضة تعارض فقط نعم بمستندات تدين الفساد، الا أن الفساد ـ كما صرح مرارا وتكرارا رئيس الوزراء ـ موجود في العالم كله وكل الوزراء اكدوا أنهم غير مسئولين بل هم وزراء.

فماذا يشغل بال المعارضة هذه الايام غير الانتخابات فكرت كثيرا كيف تتم انتخابات حرة نزيهة بدون تزوير هو الا تتم الانتخابات على الاطلاق بالطريقة التقليدية بسبب فشلها في كل مرة بالاضافة إلى أن التجارب الاجنبية التي استوردتها الحكومة لعدم تزوير او لتزوير الانتخابات فشلت ايضا فالحل أن نتخذ وسيلة للانتخابات القادمة من الداخل وليس من الخارج.

فقد اتخذت شركة "شيبسي" التي تربت أجيال على اكياس البطاطس الخاصة بها.. فكرة رائدة في الاختيار والديمقراطية من خلال حملة "اختار طعمها" وهى مشاركة سلمية ناضجة مقلية مقرمشة.. بلا مظاهرات.. بلا قيود أمنية سيجتمع الشعب المصري ولاول مرة على اختيار الطعم الحقيقي للبطاطس.. هذه التجربة الرائدة الحرة النزيهة يمكن تطبيقها من خلال البعد كل البعد عن السلبيات التي تواجهنا.. بالاضافة إلى أنها ستوقف ضعاف النفوس منا في توجيه اصابع الاتهام نحو الداخلية مثلا في أنها السبب في محاصرة المتظاهرين.. ستكون اصابع الاتهام في هذه التجربة الرائدة نحو وزارة الاتصالات التي لن توصل اصوات الناس المعارضة برضه.

فهذه التجربة الرائدة الطازجة ذات الرائحة الجذابة هى الأساس في انتاج تجربة انتخابية ناجحة او أن يكون الحل في أن يتم ادراج اسماء من لهم حق فعلي في الانتخابات وتصنيفهم بين مؤيد ومعارض هى مش الحكومة عارفة كل واحد فينا.. وتوجد العديد من الاجهزة الامنية التي ترصد العديد من التحركات وتترجم هذا الرصد إلى نوع من التقارير، إذن هى تعرف أن احمد اذا ترشح فلان لن يرشحه لكن اذا كان فلانا مرشحا سيرشحه.. فهذا نوع جديد من الديمقراطية.. سيكون ابتكارا مصريا 100% مثل السيارة الرمسيس التي اندثرت من شوارع مصر المحروسة.


Monday, February 15, 2010

عيد الحب 2010

عيد الحب 2010

منذ عامين أو أكثر تقريبا قضيت يوما مميزا مع زوجتي حاليا التي كانت حينها خطيبتي خرجنا وتغدينا سويا في يوم عيد الحب بالرغم من عدم قناعتي بأن يكون هناك يوما محددا للحب لان الحب مشاعر انسان تجاه عدد من الاشيئاء والاشخاص يجب أن لا يرتبط ذلك بيوما محددا ليعبر فيه عن حبه تجاه من يحب حتى ولو كان ما يحبه مجرد بسكوتة من ممتلئة عن اخرها بالايس كريم اللذيذ الذي يمتعه.. مذاقه أو حتى قطعة من الشيكولاتة التي تكسبه نوعا من المزاج الخاص او كلبا يلهو معه في حديقة فسيحة أو طفلا يداعبة فيملاء الدنيا بالضحكات والقهقهات المتميزة.<p>

أمس كان يوما مميزا فكان هو عيد الحب الذي يحتفل به غالبية الناس ويسعى البعض بإصدار تشريع يحرم الاحتفال به بالرغم أن كل الاديان سواء كانت سماوية أو حتى ارضية تدعو للحب.. وبالرغم من ذلك يتجه البعض في تبريرهم للتحريم بأن هذا العيد كان يحتفل به رجل دين (قس) قام بتزويج عدد كبير من الشباب ليكلل حبهم بالزواج.. بهذه القصة التي يختلف البعض في سردها لن تجعل من العيد شيئا محرما على الاطلاق من وجهة نظري فإذا كان رجال الازهر الشريف يروا أن في ذلك شيئا من التحريم فليجعلوا الزواج مجاننا في شهر معين بالسنة مثلا أو يخصصوا أموال وقف معين لمعاونة شباب المسلمين كافة على الزواج وعلى أن يكون الزواج يسيرا دون كل هذه العٌقد والكلاكيع. <p>

فلينتهي الامر عند هذا الحد من حملات التحريم والتكفير والتشتيت فالحب هو اساس العلاقة بين الانسان والله وكذلك هو اساس العلاقة الانسانية بين الافراد والكائنات والله رحمن رحيم والرحمة لا تأتي من دون حب.. فليبقى الحب والمشاعر الانسانية الجميلة ليبقى الانسان قادرا على كل شئ في الوجود. <p>

فهذا المواطن المطحون الذي يسعى على أن يصل إلى عملة في الزحام الشديد والعراك المتواصل مع سائق الميكروباص والتصارع المتواصل بينه وبين عقربى الدقائق والساعات وهو في محاولات دائمة للوصول إلى مكان عمله دون تأخير لكى لا يقع عليه جزاءات قد تحرم زوجته الممتلئة ـ التي لا تشبه بأى شكل من الاشكال أى من الفنانات التي ينظر لهم وهو يلحس شفتيه بطرف لسانه حين يراهم على شاشة التليفزيون ـ من أكله مسقعة متعاصة ببعض من اللحم المفروم المستورد من اخر العالم.. وهذا الرجل أيضا الذي يسعى جاهدا لشراء لعبة حقيرة لا يتعدى ثمنها الجنيهات الثلاثة ليسعد أبنائه ويستمر صراعه وحبه المختلطين ببعضهم البعض ليكتشف أنه في النهاية يحب كل منهم ويحب والديه ويحب زملائه في العمل ويحب مديرة السخيف الا أنه لا يكتشف طعم الحب بسبب ما يعانيه لكنه يستشعره من حين إلى آخر. <p>

فطعم الحب يجب أن يستمتع به الجميع لانه حق إنساني لا يمكن أن ينكر قيمته أحدا على الاطلاق ومن يفعل ذلك فهو جاني ويستحق أبشع وسائل التعذيب التي لن يستطيع أحد أن يطبقها عليه بسبب أنهم محبين. <p>

صراع الحب هو من أقوى الصراعات على الاطلاق في هذا العالم ويمكن أن يجعل بين المحبين نوعا من الاشتياق واللهفة أقوى من الحب ذاته فلندع الجميع يستمتع بما يريد من طعم للحب فكل منا لدية القدرة على التذوق وليس هناك طعما واحدا يمكن أن يوصف لهذا الحب. <p>

فاتني الكلام وفاتني كل شئ امس بعد أن اتفقت مع زوجتي على أن أنام ساعتين لاستيقظ وااخذها إلى السينما لنستمتع بفيلم رسائل البحر لمخرجه داود عبد السيد والذي سبقو ان شاهدته في العرض الخاصة له.. نمت واستيقظت وكان نور ابني ذو الدم الخفيف كان يبدأ مرحلة نعاس لنستطيع أن نخرج سويا.. وفي اطار الترتيب على الخروج استيقظ المدعو القصير ليكتشف أننا مازلنا مستيقظين.. جلس بمفردة في الصالة حيث كنت فاتحا للاب توب الخاص بي اتابع بعض الاشياء فوجدني مشغولا فخرج ليجلس وحيدا.. اخذته من يده ليجلس إلى جواري.. بحثت له على موقع اليوتيوب الشهير على افلام "توم اند جيري" وجدت له الكثير والكثير جلس على ساقي وبدأ يستمتع بالمشاهدة كنت مستمتعا اكثر منه في الحقيقة لوجوده إلى جواري بهذا القرب.. وكل حين اقبله وهو يشاهد بابتسامة طفولية لا يمكن وصفها.. كانت امه تتابعنا باستمتاع شديد قد يكون أكثر من استمتاعها بفيلم سينمائي بالرغم من عشقها الشديد لهذا النوع من الفن. <p>

فجأة ودون سابق انذار انتابه الملل تركني ليلعب قليلا ثم يعود ظللت العابه حتى غالبني النعاس كان احساسا جميلا.. هو أني احتفلت بعيد الحب ولكن بعيدا عن صخب اللون الاحمر والدباديب والكافيهات الممتلئة عن اخرها بمجموعة من العشاق.. أو الحدائق التي تفيض بكلمات الغزل والعشق والهيام والتسبيل. <p>

اشعر بهذا العيد الخاص جدا بنوع شديد من الخصوصية مع العام الاول الذي يدرك فيه نور أنه يمكنه أن يشاهد نوعية الافلام التي يحبها من خلال هذا الجهاز الذي طالما يستفزه وجوده بسبب انشغالي عنه به. <p>

Sunday, February 07, 2010

رسائل البحر.. سينما داود عبد السيد

رسائل البحر.. سينما داود عبد السيد





"رسائل البحر" هو الفيلم الذي تمكن المخرج داوود عبد السيد من تقديمه بعد أن قامت الرقابة على المصنفات الفنية بإجازته، وذلك بعد أن وضعت عليه ملصق "للكبار فقط" وقد يكون لديها الحق في ذلك بسبب أن الفيلم ليس تجارياً بالمعني الدارج لدى العديد من المشاهدين.. فهو يحمل فلسفة عميقة قد لا يستوعبها البعض ممن ليس لديهم خبرة أو رؤية الاستمتاع بالفن السينمائي الذي يعد من أهم عناصره الأساسية "الإبهار والإمتاع والتشويق".

فقد استطاع المخرج داوود عبد السيد أن يجمع هذه المعادلة الصعبة دون أن يكلف المشاهد عناء الاستيعاب مقدماً عدداً من الشخصيات التي تدور الاحداث حولها أو بمعنى أصح هى التي تحرك الحدث الدرامي في الفيلم موصلا عددا من "رسائل البحر".. التي قد لا نستطيع أن نترجمها إلى أنها رسائل قد تهم البعض منا وقد يخشاها البعض الاخر.. وصولا لحالة من الامتاع العميقة التي تجعل المشاهد يتفاعل مع الشخصيات دون أن يكون مدافعا عن أحد أو واقفا ضد البعض الاخر فكل منهم يعاني هما وله أسلوب حياة خاص إلا أن ما جمعهم هو هدف الحياة.. الابطال الذين قدمهم داوود عبد السيد في فيلمه الاخير الذي عاد به بعد ما يقارب من 10 سنوات لا يتعدون عدد أصابع اليدين إلا أنه استطاع أن يجعلهم يوصلون رسالة من "رسائل البحر".

وهذا ليس غريبا على المخرج داوود عبد السيد الذي يستخدم ادواته الإخراجية باحتراف شديد دون أن يغفل شيئا قد يجعل الفيلم باهتا، ودون تفاصيل كثيرة، فمجموعة الحالات التي استطاع أن يقدمها جعلت من فيلمه يطرح تساؤلات عديدة داخل أذهان من استوعبوا الفيلم وتعايشوا مع الحالة الدرامية.


فاستطاع أن يقدم "مستر سين" ـ مشهدا اساسيا ـ خلال الفيلم ليحمل بعدا دراميا عميقا والكثير من المعاني الكاملة لحالة بطله.. جاعلا بطل الحدث الحقيقي هو "نوة" شتاء الإسكندرية ليقدم حالة سينمائية كاملة وقد يكون ما قدمه من صعوبة في تصوير "نوة" شتاء عنصرا اساسيا للتميز، فكان صوت الرعد حقيقيا والاضاءة وكل عناصر المشهد حقيقية ولذلك أوصلت المعني أو رسالة من البحر.


التوقع

كان من أهم العناصر التي لعب عليها مخرج فيلم "رسائل البحر" داوود عبد السيد صاحب التاريخ السينمائي الكبير ليس بعدد الافلام إنما بقدر الافلام التي قدمها والتي أثرت بكافة الأشكال فى تاريخ السينما المصرية.

فخلق من كل مشهد توقعا داخل المشاهد ليتوقع ما يمكن أن يحدث.. ليقدم داوود عبد السيد خروجا عما هو متوقع لدى المشاهد ليخرج من التقليدية في سرد الحدث الدرامي وهذا ما مكنه من أن يبدأ في اللحظة التي يريدها تحديدا ويتوقف بعد أن يقدم الرسالة التي يريد أن يتوقف عندها.

الإغراء

تعاني صناعة السينما المصرية في الوقت الحالي من تقديم العرى على أساس أنه موظف دراميا.. إلا أنه استطاع أن يقدم إغراء حقيقيا دون أن يقدم عريا مبتذلا فنظرة العين التي تحمل الكثير من الشبق والرغبة في الاستمتاع وكذلك الصورة "الفلو" التي توقع الجميع أن الكشف عنها سيحمل الكثير والكثير من التغير الدرامي في الحدث وصلت حالة مقنعة لهدف المشهد ليثبت مدى قدرته على تحريك المشاعر من خلال ما يستوعبه المشاهد دون أن يقدمه بشكل مباشر صريح قد يعاب عليه أنه قدمه من الاساس فالإغراء في هذا الفيلم افتقدته السينما المصرية منذ أن توقفت الفنانة القديرة هند رستم عن تقديمه.


الموسيقى التصويرية

راجح داود اسم من الاسماء المصرية التي تستطيع أن تقدم موسيقى تصويرية حقيقية تحمل الكثير من المعاني التي تفيد المشهد دون أن تكون مشتتة له بأى شكل من الاشكال.. فما قدمه في هذا الفيلم ليس غريبا على تاريخه الفني الزاخر بالعديد من المقطوعات التصويرية ومشاركته للمخرج داوود عبد السيد هو نوع من الدويتو الذي نتج عن فهم كل منهما للاخر واستيعاب كامل لما يريد الاخر توصيله من عمل وحالة درامية.

الديكور

الدكتور أنسي أبو سيف هو مهندس الديكور والادارة الفنية لهذا العمل جعل من كل ديكورات الفيلم لوحات مستقلة بذاتها فالدفء الموجود في شقة "فرنشيسكا" هو الجو الاكثر تناسبا والمساحات الشاسعة داخل شقة "يحيي" هو الذي أوصل الحالة الرائعة لوحدته التي يعيشها فكل ما قدمه سواء من ديكورات بالفيلم أو "ارت ديركتور" إدارة فنية أثبت قدرته الفنية وتاريخه الذي لا يمكن أن ينكره أحد على الاطلاق فهو قادر على استخدام ادواته جيداً.


الصورة

ما قدمه أحمد المرسي من إدارة التصوير السينمائي هو إدارة حقيقية لكل كادر ليقدم مجموعة من الكادرات السينمائية التي استطاعت أن توصل "رسائل البحر" لمستقبليها.. مستخدماً عدداً من الفلاتر التي زادت من الجمال والعمق الدرامي للمشهد بالاضافة إلى أنه استطاع أن يجعلنا نشعر في كل لحظة باستمتاع شديد من خلال عدساته.


آسر ياسين.. يحيى

مما لاشك فيه أنه فنان قوي جدا قدم عددا من الادوار التي أهلته أن يكون بطلا لهذا العمل الفني المتكامل فكان عنصرا اساسيا في الفيلم ليس لكونه البطل فقط بل لانه استطاع أن يكون محورا مهما سواء على المستوى الدرامي للاحداث أو لادائه التمثيلي الرائع الذي استطاع أن يقدم شخصية قد نصادفها في حياتنا العادية.. فالتلعثم بالكلام ليس دورا سهلا على ممثل طوال أحداث فيلم بالكامل فقد أعطى انطباعا حقيقيا وواقعيا لصعوبة مخارج الفاظه.

ليس هذا فقط فحالة الوحدة التي يعانيها كشاب قدمها بمنتهى العمق مما يؤكد أنه درس الشخصية باحتراف كامل.. في بعض الاحيان كان يتحدث بشكل سليم دون أن يتلعثم في الحروف ليس اغفالا أو استسهالا منه إلا أن ذلك كان في حالات السعادة التي كان يعيشها داخل الحدث الدرامي.. كما أنه قدم فلسفة جديدة داخل أحداث الفيلم.. فكان صمته أشد قسوة.. من جمل كثيرة قد ينطقها بطريقة شديدة الاحتراف.

فقد استطاع أن يقدم شخصية جديدة ستكون نقلة اساسية في تاريخه السينمائي الذي بدأ بالفعل منذ فيلم "زى النهارده".. يتبقى أن نقول له استمر في التقدم للأمام.


بسمة.. نورا

هذا الدور نقلة جديدة في حياتها الفنية فقد جسدت دورا جديدا كعادتها فأكثر ما يميزها أنها لم تكرر نفسها في أى دور جسدته أمام عدسات الكاميرا.. أوصلت العديد من الاحاسيس وظلت علامة استفهام غامضة طوال منتصف احداث الفيلم لينكشف عنها القناع ونعرف من هى بالتحديد في مشهد قدمته بمقدرة عالية جدا.. لتزيد التأكيد على قدراتها التمثيلية التي يتم اكتشافها في كل مرة تقف فيها أمام عدسات الكاميرا.


سامية أسعد.. كارلا

حالة الشبق مع الشعر المنهدل على ظهرها بحركة الشفاه التي تريد من يلتهمها.. هى التفاصيل التي حافظت عليها سامية في تجسيد دور "كارلا" الفتاة ذات الاصول الاوروبية والتي تعيش مع جدتها.. لتدخل في تجربة جنسية "شاذة".. قامت بتجسيدها بخبرة فنية استطاعت أن توصل كل الاحاسيس دون أن يرى المشاهد من جسدها الكثير لتقدم إغراء حقيقيا من خلال نظرات العين وحركات الوهن والحب والاستمتاع.


دعاء حجازي.. مدام ريهام

بالرغم من ما قدمته من عرى إلا أنه ليس عريا بالمفهوم الدارج فليعتبر ما كانت ترتديه "مايوه".. لان ما قامت به من دور مسيطر على مشاعر "كارلا" التي كانت في حاجة ملحة لهذه الاحاسيس المتلهفه لها.. فبالرغم من قله مشاهدها في الفيلم إلا أنها استطاعت أن تقدم دورا حقيقيا موصلا الاحاسيس الكاملة.. لكل مرة ظهرت فيها داخل أحداث الفيلم.


صلاح عبد الله.. الحاج هاشم

ظهور خاص للفنان صلاح عبد الله.. هكذا تم تقديمه على تتر المقدمة لفيلم "رسائل البحر" ليقدم من خلال قدراته التمثيلية الرائعة دورا ممتازا في عدد من المشاهد التي تضمنتها دراما الفيلم.. فهو مما لاشك فيه لديه قدرات تمثيلية جبارة سواء تراجيديا أو كوميديا ففي كل مرة يثبت أنه بالرغم من تفوقه إلا أنه يتقدم بخطى ثابتة جدا.


محمد لطفي.. قابيل

"قابيل" هو حالة من بين الحالات التي قد نلتقي او لا نلتقي بها في الحياة إلا أن حالة التعاطف والفلسفة التي قدمها من خلال دوره في الفيلم أثبتت أنه فنان بدرجة جيد جدا إلا أنه كان منتظرا أن يعاد اكتشافه واستخدامه داخل احداث فنية حقيقية تستطيع اخراج الممثل القوي داخله.. فهو من نوعية الممثلين الذي يمكن أن يخرجوا كل ما بطاقتهم الفنية لكن مع توجيهات مخرج قوي وهذا ظهر جدا في فيلم "كباريه".. فكان دوره بمثابة الصدمة للجميع ليثبت أن بداخله طاقات فنية لم تخرج بعد.. وتريد من يخرجها.


مى كساب.. بيسه

لا بد وأن تخرج عن هذا الدور الذي تقدمه باحتراف كامل لتعطي الفرصة للحكم عليها بشكل جيد كممثلة.. فدورها قد يكون بينه وبين "شوقية" في مسلسل السيت كوم "تامر وشوقية".. تشابه كبير فالاختلافات طفيفة جدا مما يصعب الحكم عليها في دورها بهذا الفيلم.


نبيهة لطفي.. فرنشيسكا

هذه السيدة الجميلة التي استطاعت أن تجسد دورا غاية في البساطة بالرغم من عمقه الشديد وتفاصيله التي تظهر من خلال خبراتها الكبيرة بالحياة وحبها لها.. فصمتها كان تمثيلا مقنعاً.. فالدور اجمالا قدمته بجدارة.


اجمالا الفيلم يعبر عن لوحة فنية رائعة لمن يريد مشاهدة الفيلم يجب أن يدرك أن ما قدمه داود عبد السيد فنا سينمائياً متكامل العناصر.. فهو وجبة دسمة من الاستمتاع والمشاعر التي قد نستشعرها جميعا من خلال عدد من الشخصيات التي تعاني مما نعانيه وتحب وتعشق ما نحبه.. فجميع هذه المشاعر التي استطاع أن يخرجها على شاشة السينما هى أحاسيس مجموعة من الشخوص كل منها يعيش في جزء من داخلنا.. كما أن للفيلم فلسفة عميقة يمكن أن نستوعبها إذا كان لدينا هذه القدرة على الاستيعاب.

"رسائل البحر" هو رسالة قد تكون مبهمة التفاصيل لا يستطيع أحد على ترجمتها إلا أنها تحمل الكثير من المعاني والاحاسيس.. الفيلم حاصل على منحة من وزارة الثقافة وأخذ الجائزة الاولى مناصفة في السيناريو الذي كتبه مخرج الفيلم بعناية شديدة جدا من جمعية نجيب ساويرس.

ليبقى سؤال هل وصلتك رسالة من "رسائل البحر"؟ الإجابة حتما ستكون في دراما الفيلم فلتبحث عنها بنفسك... بداخلك وبداخل أحداث العمل الفني المتكامل.