Thursday, November 13, 2008

الثامن والعشرون من أكتوبر

الثامن والعشرون من أكتوبر

زى النهاردة منذ عام بالتمام والكمال كان أول أيام العودة للعمل بعد أجازة شهر العسل.. التي استغرقت اسبوعان فقط.. بعد مجهود مضني من الصراع الذي كان دائرا بيني وبين العمال والنجارين والوقت والمال.. حالة ممزوجة من الشد العصبي وكلما مر الوقت كلما تناقصت الأموال.. بالرغم من ذلك تزداد الطلبات.. وكلما ازداد الشطب في الورقة.. كلما اقترب موعد زواجي الذي كان في يوم الخامس والعشرون من أكتوبر.. لعام 2007


تمام الساعة السابعة والنصف من مساء هذا اليوم تمت الزفة على خير ومنها إلى الكوشة التي لم نقعد عليها أن وزوجتي.. إلا لحظات في ظل ثلاث ساعات من الرقص والتنطيط المتواصلان.. وبعد إنتهاء الفرح ذهبنا إلى الشقة التي استقرينا فيها قرابة الخمسة أشهر فقط.. وكانت تقع عن خط طول.. وخط عرض.. أقصد عند بحر الشمال.. لالا كانت في الجنوب الغربي.. لالالا.. كانت تطل على البحر شمالا.. والصحراء جنوبا.. لالالا.. يوه بقى.. كانت في عرض البحر.. لالالا.. كانت في مريوطية فيصل.. كل الوصف السابق أبسط بكثير من أن يدرك أحد أن يكون ساكنا في 18 شارع سعد زغلول الذي انا متأكد أنه ليس سعد زغلول بتاع الاعدادية اللي هو سعد سعد يحيا سعد.. بل هو بالتأكيد أسم مزارع فقير كان يسكن المنطقة قبل أن يتم تجريفها.. لتصبح عمارات وابراج يسكنها الناموس قبل البشر


مشوار طويل كنت اقطعه من اقاصي فيصل إلى روكسي بمصر الجديدة وكأنك أمسكت طفلا صغيرا لا يتعدى العامان من العمر قلم حبر ليرسم به خط سير على خريطة مصر.. والحمد لله تاب علينا الله عز وجل..وسكنت في حى الزيتون.. لأصبح من البشر.. الأدميين الذين يعيشون في مكانا غير الاماكن التي يسكنها الناموس


طوال عمري لدى قناعة كاملة أن منطقة الهرم لا تصلح إلا أن نكون غير جبانات ـ مقابر يعني ـ كما اختارها العباقرة أصحاب العلم الذي حير العالم حتي الان.. اللي هما الفراعنة.. ليس كل هذا مهما بقدر ما حدث بعد ثلاث أيام من الزواج وبالتحديد يوم الثامن والعشرون من نفس العام اللي هو 2007.. وبالتحديد في الساعة الثانية عشر من ظهر هذا اليوم.. وقع حادث مروع في مدينة الاسكندر.. وسيارة إسعاف ومستشفى.. وفرخة من عند الصفواني وأثنان كيلو من الرومان ومثلهم من الموز للمصابة ـ زوجتي ـ لتعوض ما فقدته من دم هدر


الغريب أننا تعرضنا تقريبا لنفس الحداث بعد عام واحد بالتحديد فمنذ أيام قلائل.. في يوم الثامن والعشرون من أكتوبر 2008.. في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا أيضا.. رزقنا الله بنور.. ولد لا استطيع أن أحكم على ملامحه إذا كانت جميلة أم لا.. لكنه رضيعا ظريفا.. ملامحه لم تكتمل بعد.. الغريب والمحير أن تحدث أحداثا قريبة من ما حدثت لك في نفس التوقيت وبتشابه مع نفس الاشخاص.. والاكثر غرابة أن الحادثان وقعا في تمام الساعة الثانية عشر من ظهر اليومان.. أحيانا تشاهد فيلم ولا تصدقه لكن ما وقع لي حقيقة

نور هو إنسان جديد ينضم لعائلة الغزاوي على ما اعتقد أنه هو الوحيد في العائلة الذي يحمل إسم نور.. أحب نور بالرغم من قله خبرته بالحياة أو انعدامها على الاطلاق.. إلا أنني اشتاق اليه لم أجرب شعور الاب مطلقا تجاه شخص.. إلا أنني أشعر بحلاوة هذه المشاعر.. سعدت جدا عندما اشتريت له شخاليل.. بالرغم من ما تسببه من ازعاجا.. إلا أني كنت سعيدا عندما كنت اشتري له أول لعبة.. حين كنا نشتري له ملابس قبل مجيئة كنت متخوفا وقلقا عليه وعلى أمه.. يفتح عينيه الصغيرتان بصعوبة.. ينام في أوقات غير متناسبة على الاطلاق مع أوقات نومنا.. يستهلك حفاضات كثيرة.. وابحث عنها لتزداد حيرتي.. في اختار النوع.. الأنعم.. الافضل.. الأهجص.. واهو كله ضحك على الذقون
الا انني سعيد بأننا أصبحنا ثلاثة أحبك يانور أنت ومن أفكر فيه حين اشتاق اليكما