Thursday, June 25, 2009

لماذا تحولنا إلى وحوش ننهش في بعضنا

لماذا تحولنا إلى وحوش ننهش في بعضنا
في الوقت الذي ينطق فيه القضاء بازهاق روح إنسان.. تلهث الكاميرات الصحفية لتصوير صرخات وعويل وبكاء اقارب المتهم لتنال منهم الفلاشات ما تنال.. ويصبح في هذا الحين مصورا محترفا وصاحب سبق مبدع.. وفي حال نهر هؤلاء الصحفيون الزملاء.. تصدر منشتات الصحف بالاعتداء عليهم.. فمن هو المعتدي على الاخر.. ليس دفاعا عن شخص بعينه إلا أنها الحقيقة.. فمن يصرخ أو يصدم من حكم قضائي على عزيز له هو لا يتجمل لتلطقت له الكاميرات صورة فوتوغرافيا او لقطه فيديو


مهم كان المتهم مذنبا فأسرته بأكملها لا ذنب لها.. نشرت اليوم جريدة "اليوم السابع" تقريرا فيه كواليس الحكم على رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى صاحب احدى القلاع المصرية الاقتصادية صاحب كبرى مؤسسات المقاولات في مصر.. بالاعدام شنقا في قضية المطربة اللبنانية سوزان تميم.. تضمنت الفقرة سطرين وهما "اعتدى بودي جاردات سحر ـ شقيقة هشام طلعت ـ على الإعلاميين لدى خروجها من قاعة المحكمة، حيث كانت في حالة إنهيار تامة خلال توجهها إلى سيارتها الهامر السوداء


ما الداعي في هذين السطرين.. لكي يقول الصحفي الهمام ان كان بصحبتها بودي جاردات ام انها تمتلك سيارة هامر سوداء.. من الواضح جدا أن الاعتداء جاء كرد فعل طبيعي على المصورين والصحفيين الذي كانوا يريدون تصوير هذه السيدة المكلومة في الحكم على اخيها باقصى العقوبات الجنائية.. ومن الطبيعي جدا ان سيدة مثلها في هذا الوضع المادي وشريكة في هذه الامبراطورية التي اسسها والدها المرحوم طلعت مصطفى ان تمتلك سيارة هامر فمن سيمتلك تلك السيارة موظفا مطحونا يقضي نص عمره في طوابير الخبز وانبوب البوتجاز والبنزين والميكروباص وزحام الشوارع.. ما هو الغرض من هذا السطر.. يجب ان نتحرى المصداقية فيما ننشر ونقول ايها السادة الزملاء الافاضل.. لا اريد أن اقول ضعوا انفسكم محلها ربنا ما يوقف حد في هذا الموقف مطلقا ويجب ان نكون اكثر رحمة ببعض.. ولا تذر واذرة وذر اخرى