Thursday, July 16, 2009

قمح فاسد.. فاسد قمح

قمح فاسد.. فاسد قمح


زرع.. حصد.. جنى.. بور.. جار.. حفر.. بني.. عمارة اتناشر دور بعد ما رجع من الخليج.. ومعاه الفيديون.. والكاسيت.. وشوية خلجات للعيال.. هي دي العيشة.. وتلف وتدور الحكاية والرواية وكل واحد يسافر له سنتين يعمر بره ويخرب جوة.. ويبني بره.. ويبور جوة.. لحد ما بقت كلها اسمنت


الاسمنت بنستورده.. ماشي اصل بلدنا مفيهاش تراب.. الفكر اللي بنبي بيه بنستورده.. ماشي مهو معندناش أمخاخ.. لكن القمح نستورده.. دي كارثة.. الكارثة مش انه فاسد بس لا الفساد في الاساس.. اللي وقع العمارة على نفوخ سكانها.. وسكانها غلابه طيابه.. ونقول ربنا سترها مع عبد الستار.. اصله خد العيال وطلع المصيف.. لكن شقى العمر طار.. زي ما طار ابو اردان وبقي ياكل الزبالة.. بعد ما كان بينقي الدودة من الارض.. هي راحت فين الارض.. تحت العمارة.. والعمارة منشور فيها غسيل مغسول زي عقول اللي نشروه


أكل كلاب وقطط وطفحنا.. وطفح بينا الكيل.. واتخرسنا او ما اتهرسنا من عسكري بلدياتنا.. كان معاه شومة سلمتهاله الحكومة.. لكن قمح فيه مش عارف ايه طب اللي استورده استورده ليه مخافش ابنه ياكل منه.. وله معندوش ابن.. دة ابن ستين × ستين.. تصور ان الرقعة الزراعية.. هي فعلا بقت رقعة في ثوبك يا مصر المهلهل.. هدومك مقطعه كشفت عن عورات الفقراء.. وقف هو وعياله ومراته عشان يبيعهم.. طب اللي هيشتري مين.. بيه من البهوات.. وله واحد من اللي قرض.. وله وله


مصر هي صومعه الغلال الاولي في العالم.. كتاب تاريخ مقطع في كيس مخدة خدة الوله من ورا امه ومسح مناخيره بكمه.. عشان يحط فيه كتبه وكراريسه.. وراح المدرسة اتعلم.. متعلمش غير شتيمة وقله قيمه.. داس على قلبه المدرس.. زي ما داس على عقله.. ومعلمهوش حاجة خالص.. وبعدين قاله روح يبن ال.......... شتمه بأمه تصدقوا انه كان المدرس اللي شتمه وهو برضه اللي قتله ومحاه زي ما محى التفكير ليحوله ناس تانية الي تكفير


جزمة مكعوبة.. وشراب مهلهل زي ثوبك يا مصر.. اتسمموا في بطونهم زي ما اتسمموا في عقولهم وبطلوا يخبزوا.. يا فلاحين فين العجين ساعة الصبحية.. كلتوا من العيش الالي.. يا فرحتك يا عمدة يا آلي.. وانت وراك اتنين غفر ماسكين آلي.. في وش بلدياتهم


ام عوضين ومسعده وام الخير.. بطلوا يصحوا بدري.. اصل الفرنه بتفتح وخري.. يصحوا بدري ليه.. والقمح جايلنا ومتظبط سرطان وديدان.. البهايم فهمت عنا ورفضت تاكله.. بس احنا مبنفهمش وافتكرنا ان البهايم بهايم.. هي فين البهايم

Monday, July 06, 2009

مصر وحشتك

مصر وحشتك

الصراحة مش عارف.. انا اصلا مش عارف امشي هنا في الشوارع من كتر ما الناس مهي محترمة وملتزمة.. حاسس كأني لاول مرة بمشي في شارع.. تصدق ان الرصيف هنا بارتفاع حوالي 3 سم وكل حوالي 10 سم بيكون بمستوي الشارع دة غير انه متقسم للناس وللدرجات ولركن السيارات.. دة غير ان البلعات على الرصيف وعاملة زي ما تكون ماشي على سجادة.. الناس ملتزمة اوي بالاشارة.. اول امبارح عملنا حركة كانت شاذة اصلا في وسط الشارع عدينا بالورب اه والله بس العربيات وقفت ومحدش شتمنا ولا حد فرمل فرامل جامدة علينا او حتي خد غرزة عشان يعدي


بهذه الكلمات القليلة وصف لي صديق عزيز ذهب في بعثة لمدة عشرون يوما إلى ألمانيا.. بهذه الجمل المحدودة تلخص لي شكل مدينة تسير في وسط نظام محكم.. قد يربط البعض بين وصفي لالمانيا وما حدث مؤخرا لشهيدة الحجاب مروة الشربيني التي اعتدى عليها مجرم متعصب وصفها بالارهاب لكونها محجبة.. واهانها واستكمل إهانته داخل قاعة إحدى المحاكم الألمانية بتسديد 18 طعنه نافذة اودت بحياتها و12 طعنه لزوجها المصري الذي راح في غيبوبة وحالته حرجة لكنها مستقرة.. واستفاق على خبر الوفاة وهو شاعرا بعدم قدرته على حماية زوجته.. بعد أن اصيب بطلق ناري خطأ من رجل الأمن بالمحكمة.. البعض منا سيعتبر ما حدث هو هجوما على الاسلام.. و البعض الاخر سيعتبره هجوما فرديا من شخص غير مسئول ومن قاعة محكمة وهيئة قضائية فقدت السيطرة على كل شئ


ما أود أن اقوله أن الشارع الذي نسير فيه به رصيف يتراوح ارتفاعة بين 15 سم و20 سم॥ غير أن الرصيف مقسم بوضع اليد من قبل بعض اصحاب المحال التجارية الذين يعرضون بضاعتهم عليه.. بالاضافة الي الكوكتيل العجيب الذي نراه في الرصيف ذاته فمنهم من سرق شوية اسفلت اثناء عمليات سفلته الشارع ليضعهم امام محله ومنهم من وضع سيراميك بعد أن فرجها الله عليه.. غير أن منهم سرق حجرين بندورة ليضعهم في الشارع ليمنع ركن السيارات أمام دكانه


الرصيف موجود على جانبي طريق مملؤ بالمطبات والمنحدرات التي نتجت إما عن سوء رصف وسفلته أو عن قصد وعمد من بعض سكان الشارع ليهدأو من سرعة السيارات القادمة.. بالاضافة الي سوء التخطيط فنرى دوما البلوعات في منتصف الشارع.. ووسط غياب حكومي وجهات تنظيمية وتنفيذية اعتزمت ان تترك الحبل على الغارب.. بالاضافة الي ما يسمى بالتقفيصه التي نسير بداخلها جميعا.. نسير داخل اسوار من الحديد تشبة طرق المواشي في الزرايب.. الإنسان هو الإنسان لكن الحضارة التي بنيت على ارض غير ممهدة لن تستمر طويلا.. نتاج حضارتنا المعاصرة اننا أصبحنا وكأننا نمشي على شارع مملؤ بالمنحدرات والحفر والبقاليز والمطبات العشوائية.. إلا في الشوارع التي يمر منها عليه القوم من الوزراء وكبار رجال الدولة فهذه الشوارع هي الأوفر حظا.. من غيرها التي يسير فيها العامة والدهماء والمرتزقة.. التي يصفها البعض بالطبقة البرجوازية المتوسطة.. أو كما تصفها الحكومة بمحدودي الدخل


الدخل المحدود هو نتاج طبيعي لحفرة كبيرة وفجوة أكبر موجودة وظاهرة في الليل أكثر من النهار.. هذه الطبقة التي تعمل ما يقارب من 16 ساعة بشكل متواصل.. دون توقف مع الصراع اليومي في الركد خلف اوتوبيس شديد الازدحام.. أو للانحشار في مترو رائحته نتنه لأسباب كثيرة.. وسط كل هذا يرتفع مقدار البعض ويسمو على حساب هذه الفئة التي تنحشر معنا او ينفتق بنطاله في زحام اوتوبيس او بسبب مسمار موجودا في كرسي ميكروباص.. وسط ضجيج أغنية حقيرة كلماتها تصف حالة شخص يدخن الحشيش فيقول وشربت سيجارة بني حسيت دماغي بتاكلني.. لنفتقد إلى صوت رائع تربي عليه اجيال كان يقول وصفولي الصبر لقيته كلام.. وسط كل هذا الزخم والزحام والفوضي نشاهد مطب رائع على مطلع الدائري اما ان تهدئ من سرعتك وقد يصدمك أحد القادمين من الخلف او تأخذه مسرعا وربنا يسترها علينا


ما حدث مع هذه السيدة المصرية التي وصفت بالشهيدة في الصحف المصرية والعربية دون اي اهتمام اعلامي من المانيا البلد التي قتلت فيها.. نتاج طبيعي ومنطقي لسعر الانسان في بلد المعز لدين الله الفاطمي.. التي تحول إلى حالة من النسيان وسط شعب يعاني من غثيان رائحة مترو شديد الازدحام.. ووسط السعى خلف لقمة العيش التي راح ضحيتها العشرات في الطوابير وضاع فيها الساعات من عمر انسان كان من حقه أن يكون منتجا ونافعا لنفسه ولوطنه.. او يأكل خبزا مصنوعا من قمح فاسد رفضت المواشي اكله.. لكنه تقبل أن يقف طابورا طويلا.. ليحصل على عشرة ارغفة مغمورا فيها مسامير وقطع زجاج.. ليأكل هو وأسرته.. ويبلع بماء يصيبه بفشل كلوي.. أو على الاقل حصاوي في المثانة.. المنطق يقول أن عدم احترام دولة لشعبها لا يحتم على أي دولة اخرى ان تحترم شعبا يعاني من الذل والمهانة والقهر بالرغم من انه ينطبق عليه وبكل صدق ارحموا عزيز قوم ذل



وسط صراع التوك توك.. وزحام ميكروباص متهالك ينحشر فيه على الاقل 15 شخصا لا يفكرون سوى في الوصول قبل رفع دفتر التوقيع.. قبل أن يفكروا في اداميتهم التي تناسوها.. مع ادخنة سيجارة.. أو ادخنة عوادم سيارة تسير أمامهم متهالكة ايضا.. وسط كل هذه المنظومة الفاسدة نحيا ونبتسم ونرقص حين يفوز المنتخب على أى حد.. ودمنا ينحرق حين نخسر مباراة كرة قدم.. دون أن نلحظ اننا كل يوم نخسر يوما من حياتنا سنحاسب عليه.. كل دقيقة تمر وانت متوقف في طابور البنزين 80 أو الخبز المدعوم.. أو أي شئ سخرت منا سلطاتنا وأكدت أنه مدعوما.. بالرغم ما ندفعة من عمر ودم كل يوم على طريق سريع يطيح على الاقل بـ 30 فقيدا إما بسبب سوء الطريق أو بسبب سوء الطريق

مصر وحشتني وانا اعيش فيها.. افتقد مصر التي كانت ترتدي ثوبا مهندما.. افتقد شعب كان قلبه على بعض.. افتقد رائحة عطرة تفوح من شجر الفل في شوارع مصر الجديدة والزيتون والظاهر والعباسية.. بدلا من رائحة القمامة والناموس الذي اجتاح مصر كلها.. بدلا من اكوام تملاء انوفنا بروائح نتنه لا تختلف كثيرا عن ما نستنشقه منا نحن.. فلقد سلبنا.. وفقدان رائحة الانسان وما نستنشقه هو رائحة جثثنا.. كفي كلاما لانه لن يغير شئ