Wednesday, May 20, 2009

خمس وثلاثون جنيها فقط لاغير ..وفكرة حلوة

خمس وثلاثون جنيها فقط لاغير ..وفكرة حلوة

بغض الطرف عن الازمة المالية العالمية.. والكساد والمصطلحات الضخمة التي تحتاج إلى مراجع لفهمها.. لكن توجد بعض الحقائق لا تحتاج إلى غير إنسان يعي ويستوعب ويستشعر بما يعانيه أخيه الانسان


المكان.. عام.. الزمان.. الصباح الباكر.. الحالة مأساوية.. الشكل العام لا يليق بأحد.. الصورة عن قرب.. احد مكاتب البريد طابور من الرجال والسيدات متجاوزي السن الذي يستطيعون فيه تحمل الشقى.. وهو سن الستين.. ينتظرون أن يفتح الباب في تمام الثامنة صباح.. يتجاذبون الاحاديث القصيرة المقتضبه فيما بينهم مثل هو انتي اللي جيتي الاول.. الدوا غلي ومتنيل مش موجود كمان.. شوفتي الزيت بقي بكام.. الواد رجع من الجيش وشه زي اللقمة.. ودراعه مكسور.. والله ربنا هو اللي يعلم بينا.. انت عارف انا كنت ماسك مخازن الشركة القومية.. وكانت ماشية زي الساعة من يومين بيقولوا انها انسرقت عارف دي كان فيها ايه


ينفتح الباب ويترص الرجال والسيدات كله في طابوره تجد رجلا كبيرا لا يستطيع على الحراك وسيدة لا تختلف عنه كثيرا واخرون يحاولون الوصول للشباك الذي يحتله موظف اذا عبئ بشئ سيموت منتحرا.. أو مصابا بكل أمراض الضغط الدموي.. الحالة اسواء مما تكون.. ليس ذنب أحد على الاطلاق أن يكون معاشه الشهري لا يتعدي الأربعون جنيها نعم رأيت بعيني سيدة في أواخر العقد السادس من عمرها وتتقاضى معاشا قدرة 35 جنيه، ورجل في نفس العمر تقريبا يتقاضي 130 جنيها


الستر من عند الله ونعم بالله ولكن كيف يكون هذا معاشا هؤلاء الناس سواء خدموا البلد أو لم يخدموها حتي لو كانوا مّمن لا يفعلون أى شئ على الاطلاق طوال السبعين عاما الذين عاشوها فكيف يتقاضى معاشا شهريا قدرة 35 جنيها خمسة وثلاثون جنيها فقط لا غير.. لكي لايعتقد احد اني اخطأت في الرقم


يعني بمعدل يومي 1.129 قرشا في اليوم واحد جنيها في اليوم ومائة وتسعه وعشرون قروشا من المئة.. مساعدة هؤلاء الناس الاعفاء المحترمون الذي لا يقبلون الحسنة من احد ممكنه وذلك من خلال انشاء صندوق دعم لمن هم معاشهم الشهري اقل من 500 جنيها وتعدي سنهم عن 60 عاما.. ويتم تقسيمهم إلى شرائح كل شريحة تحمل فئة مبلغ معين يترواح بين مثلا 20 إلى 50 جنية يعني كدة فاضل ما بين 480 جنية أو 450 جنية شهريا.. ويتم عمل حملة تبرع أموال فقط تقودها جمعية أهلية لدعم هؤلاء الاشخاص الذين هم بالتأكيد محتاجون سيتم جمع الكشوف من التأمينات الاجتماعية والتبرعات من أهالي الخير حتي ولو بربع جنية ويتم دعمهم عن طريق صندوق ادخار تابع لكل مكتب بريد ويتم صرف بقية المبلغ عن طريق صندوق ادخار كل شخص فيهم يتم ادارته من قبل الجمعية المنوطة بذلك

Tuesday, May 12, 2009

بدنا سيصان

بدنا سيصان

اتذكر حين كنت طفلا صغيرا أذهب مع أمي الى سوق الخضار.. لنشتري المتطلبات الاسبوعية وكانت تشتري لي الحلوى والايس كريم.. ونحن في طريقنا.. وفي موسم الصيف كانت الحلوى المفضلة التوت الاسود.. وشراء الكتاكيت.. الصغيرة لتربيتها في البلكونة واللهو معها طوال فترة نموها.. افتقد رؤية رجل فقير معه المئات من السيصان (الكتاكيت) في الشارع ليتكسب من بيعهم.. وليسعد المئات من الاطفال.. لكن الان أصبحت الدجاجة بمثابة عصر الديناصورات.. تجتاح البيوت بمرض قاتل.. وتعدم وتحولت إلى كائن مجمد جف داخل البرادات لا يوجد به حياه.. مدموغا بعدد مهول من الاختام تؤكد سلامته من المرض الفتاك القاتل


حين تتحول الفراخ ذات الالوان المتعددة والعيون الزرق الجميلة من اللهو داخل اقفاص من الخوص تطورت مع الزمن لتصبح من البلاستيك.. تأكل الذرة أو بقايا الخبز المبلول في مياه.. الذي أصبح من الصعب الحصول عليه بعد صراع طويل مع عدد من الطوابير في ظل السياسة الحكيمة لفصل الانتاج عن التوزيع.. فهذه العملية شديدة التعقيد التي شملت جهود وزارية كثيرة.. لحقن دماء المواطنون المطالبون برغيف من الخبز.. تذكرني بفصل وتخصيب اليورانيوم


نفقد الكثير من الذكريات كما أن أبناءنا لن يكون لهم مثل هذه الذكريات بسبب ما فعله البعض منا.. من فساد للارض.. لتصبح الحياة أكثر حرصا من التعامل مع كل الكائنات المحيطة بنا.. اتذكر جدتي رحمها الله حين كانت تسعد بتربية الطيور في المنور.. وكانت تسعد أكثر بلم شمل الأسرة.. على عدد من الفراخ التي اعتنت بتربيتهم بنفسها


أسف بطلت اكل فراخ.. هذه المقولة التي أصبحت تتردد على مسامع الكثير منا وبالتحديد في العزومات التي نادرا ما تحدث.. بعد أن تحولت الفراخ إلى وحش كاسر.. لا يمكن التعامل معه


نور أبني ذو الشهور الست.. كنت اتمني ان يربي سيصان كما يطلق عليها أهالي لبنان أو الكتاكيت كما نسميها نحن.. كنت اتمني ان يأكل من الفراخ.. ليستمتع بطعم الوراك المسلوقة أو المشوية أو المطبوخة مع صنية بطاطس.. غير ملوثة هي الاخرى بالسرطان.. اتمني أن يحى ابناءنا.. بلا امراض تخطف بسمتهم من أمام أعيننا.. اتمني أن يستمعوا إلى موسيقا بها نغم يمتع أذانهم.. أن يلهو في حدائق خضراء فسيحة يستمتعون بالهواء النقي.. وينامون دون أن يلدغهم الناموس الذي انتشر في مصر كلها.. احزن وتكاد أن تفر من عيني دموع بسبب حصرتي على مصر.. القاهرة العامرة.. الاسكندرية منارة العالم.. هذه البلد التي تمتلك تاريخا لا يمتلكه أحد سوانا.. لكنها تتباهي بالتاريخ وحين تأتي سيرة الحاضر أو المستقبل نردد كلنا ربنا يستر علينا