Tuesday, October 31, 2006

ثورة الجياع.. تجوب وسط القاهرة في العيد
أنتٍ يا قمر.. يا جميل.. ماشي لوحدك ليه.. ياعسل.. ياحرام هو اتأخر أوي كدة.. كلها كلمات توضع تحت بند المعاكسات.. يوميا تلقى على مسامع البنات في وضح النهار أو في الليل.. وتوجد غيرها تتسم بالفظاظه وتدني الاخلاق.. وبعض التحرشات اليومية التي سنعتبرها عادية إلى حد ما.. التي تحدث في الأماكن العامة ووسائل المواصلات.. ومنها الاحتكاك أو اللمس أو الاحتضان السريع في فرص الزحام.. وكلها تأتي في اطار الكبت الجنسي العام

الزمان .. أول أيام عيد الفطر المبارك.. المكان وسط البلد في القاهرة.. تحديدا شارع طلعت حرب وعدلي وكورنيش النيل وميدان عبد المنعم رياض

الحدث.. حالة من السعار الجنسي.. تحول الجياع فيه إلى مفترسي الفتيات الذين خرجوا من منازلهن يحتفلن بالعيد

الراصد .. عدد من النشطاء والمثقفون الشباب وأصحاب مدونات على الانترنت

الفاعل.. مجموعات من الشباب قدرت بالعشرات تتراوح أعمارهم مابين العاشرة إلى الثلاثينات من العمر.. الفعل.. تحرش وهتك عرض كل الفتيات المتواجدين في مكان الحادث

هذا ملخص لحدث وقع في أول أيام عيد الفطر.. الذي ينتظره عدد كبير من الشباب والفتيات للخروج والتنزة.. بعض الفتيات تعرضن لتحرشات حقيقية تسبب بعضها في قطع أجزاء من ملابسهن ووصل في بعض الحالات إلى تجردهن التام من الملابس.. كل هذا حدث على مرئ ومسمع من المارة وفي حضور عدد كبير من المحتفلين بالعيد في شوارع وسط البلد.. رفضت الفتيات إجراء محاضر لسببين الأول وهو الفضيحة والثاني وهو أن الفاعل في هذه المرة لم يكن شخص أو أثنين أو حتى عشرة أشخاص بل وصل العدد إلى المئات شكلوا ثورة جياع.. شملها هتاف حاد بأحط الكلمات والألفاظ.. الشارع لهث خلف أي بنت محجبة كانت أو بدون

الغريب أن الشرطة لم تحرك ساكنا في خضم هذا الحدث المفجع بالرغم من تواجد عدد ضئيل من رجال الشرطة.. وبالرغم من أنها ثورة جياع إلا أن الجهات الأمنية لم تلتف لها وبالرغم من تواجد سيارات الأمن المركزي في كل مكان طوال أيام العام.. في كل مكان بوسط البلد ـ القاهرة ـ لقمع المتظاهرين في نقابتى المحاميين والصحفيين أو على بعد امتار في دار القضاء العالي ـ محكمة النقض ـ وبالرغم من أن قوات مكافحة الشغب مشهورة في مصر بسرعة التحرك والانتشار إلا أنها لم تتواجد.. حتى لم تظهر سيارات الدورية الراكبة ـ وهى من المفترض أن تكون متواجدة بالقرب من السينمات كمؤسسات تجمع في الأعياد.. فالشرطة كانت قادرة على فض هذه المهزلة لكن هذا لم يحدث.. مما يترك في الافق تساؤلا ضخما.. موجها للسلطات الأمنية في مصر

تم التكتم من أهالي الضحايا خوفا من الفضيحة (مما اعتبره البعض بأنه نوع من أنواع الجهل الاجتماعي).. على الجانب الآخر تفاخر الشباب الجائع بما فعلوه تجاه فتيات كانوا يرغبون في الاحتفال بالعيد فقط.. لكن الشباب ارادوا أن يشبعوا رغباتهم المكبوته لأسباب كثر تعدادها

وهى على سبيل المثال وليس الحصر.. نقص الدين.. التربية.. الاخلاق.. الثقافة العامة.. الحرمان.. الفقر.. الجهل.. الشعور بالنقص.. التهميش.. عدم وجود أهداف محددة وتأخر سن الزواج (أسباب اقتصادية ـ اجتماعية ـ نفسية) والنظر للفتاة بأنها مجرد جسد دون احترامها

حدوث خلل مثل الذي وقع في وسط القاهرة.. يشير إلى وجود أزمة حقيقية لم يتكتم عليها فقط أهالي الضحايا بل تتكتم عليها المجتمع كله خوفا أيضا من الفضيحة.. بل أننا بالفعل تم فضحنا.. لان حالة الخرس التي عاش فيها المجتمع طيلة السنوات الماضية.. هى نتاج طبيعي لما حدث فالمتهم في هذه الوقائع المشينة هو كل مؤسسات المجتمع المدني وكل المسئولين على حد السواء بدءا من رئيس الجمهورية إلى ادنى موظف في الدولة

أين الوعظ الديني أين دور البيت ثم المدرسة ثم الجامعة ثم المجتمع المدني.. أين دور المؤسسات الاجتماعية.. أين المجتمع كاكل أننا شعب تجرد من ثيابه فظهرت عورته.. وهذه حقيقة لا يمكن انكارها.. لكى لا تتحول كل النساء إلى مجرد أجساد.. ويتحول الرجال إلى جياع ينهشونهن

كفى أن نستمر في حالة الخرس التي نعيشها الآن يجب أن نستفيق إذا

Monday, October 16, 2006

نزلني عند الطوبة يا أسطى
عارف البنزينة.. بعدها هتلاقي شارع اديلوه ضهرك وادخل فتاني شارع يقابلك.. هتلاقي قهوة ع الشمال.. أسال على بيت عم حسنين أو عد أربع بيوت بالظبط هتلاقي شباك فيه قفص عصافير كبير كدة.. انده عليه.. وهو ينزلك على طول.. دي الوصفة اللي وصفهالي واحد مش مهم هو مين لكن هي دي الوصفة.. فضلت حافظها لغاية ما وصلت.. ووأنا راكب الميكروباص.. فجأة كدة وبدون سابق إنذار ناديت ع السواق عند البنزينه يا اسطى.. اه مهو أصل البنزينه دي مشهورة أوي هنا.. بالرغم من أن المكان أصلا مفيهوش بنزينه.. لكن أسم المنطقة كدة ولما سألت ليه أسمها البنزينه قالوا لي الحكاية.. وهى أن كان في زمان بتاع جاز بيقف هنا.. ولما مات أبنه وجد عنده كنز.. وفتح بنزينه وطلع للكنز دة عفريت العفريت طلع للواد.. وولع فيه وفي البنزينة وتركت حتى تحولت إلى خرابه متراميه الأطراف والأرجاء وبها أنواع مختلفة من القمامة

الحكاية والأسم من الموروثات الشعبية القديمة.. كما أن أسلوب ندائي على سائق الميكروباص سيتحول في يوم من الأيام إلى عادة.. فكثيرا ما نسمع راكبي الميكروباص وهم يطلبون من السائق أن ينزلهم عند المطب أو عند بتاع العصير.. أو عند أبو حسين بتاع الكشري.. أو عند الشجرة.. إذا كانت المنطقة صحراوية قاحلة.. أو ع الناصية.. توقفت السيارة الآن عند مكان لم آآتي إليه من قبل.. لكن ما لاحظته هو أن الجميع لم يطلق عليه أسما.. كما أن الغريب أنه لم تجر محاولات لتسميه هذه المنطقة وكلما اراد أحد أن يوقف الميكروباص يقول للسائق أيوة يا اسطى عايز أنزل

آتى على الدور الآن أن أطلب من السائق النزول فقلت له.. نزلني عند الطوبة يا اسطى.. نظر لي باندهاش قائلا فين الطوبة دي.. قلت له أنت متعرفش الواد أحمد بن عم حسين الواد اللي عنده عشر سنين دة.. رد عليا أيوة عارفة راح المدرسة في يوم متأخر فلم يوافق المدرس على دخولة الحصة الأولى فهرع إلى الفناء ليلهو مع أصدقائه المطرودين من فصولهم ولأن حالتهم الاقتصادية لا تسمح بشراء كورة فاتخذوا من الطوبة كورة.. واتفقوا أن من يفوز منهم يأخذ الطوبة.. لعبوا بها ماتش ساخنا.. وفاز بها الواد أحمد بن عم حسين فلما عرف أبوه.. لطشه بالقلم فوقعت منه الطوبة هنا.. عرفت بقى.. ولذلك تحولت إلى محطة.. طبعا موضوع الطوبة مش موجود لكن اللي موجود أن حكاية صغيره ممكن الأضافة عليها إلى أن تتحول إلى أسطورة كبيرة ومن ثم إلى مزار سياحي.. وتتحول إلى محطة ونطلب من السواق أن ينزلنا عند الطوبة

Saturday, October 14, 2006

انــت بــتــتــكــلــم جـــد
كان ساعتها عندي عشر سنين وبعدها بساعة أصبح عندي
ألف سنة.. لحظة ممكن تخليك تكبر أوي ولحظة تانية.. ممكن تخليك تصغر أوي.. مش مهم يبان على وجهك التجاعيد عشان تكون كبير.. ولا مهم ابدا أن الناس تقوملك في المواصلات العامة عشان تقعدك مكانهم ولا برضة مهم أن الشارع يقفلك وانت بتعدي لكن المهم أن لما تتكلم الناس تحس بأنك كبير.. ممكن يكون في طفل بداخلك انت بس اللي حاسس بيه.. ويمكن احياننا بيطلع الطفل دة.. وأحياننا تانية.. بتخاف لحسان يفضحك وسط الناس.. من كام يوم كنت قاعد مع واحد صديقي جدا وكنت بتكلم معاه في بعض الموضوعات الخاصة بي بمنتهى الجدية دون أن ادخل طريقتي التي يصفها البعض بأنها مخلوطة بالمزاح إلا أنني في هذه اللحظة من الحديث وصلت لمرحلة استغراب لما أنا فيه وفجأة باغتني سؤالا سريعا يعني أنت كدة معندكش يوم اجازة.. رددت عليه سريعا لاء.. حتى يوم الاجازة بنزل أعمل فيه شغل عشان أكمل باقي مصاريفي.. أنا ترس في آله.. أنا ترس في آله.. وظللت ارددها طويلا.. وأنا أشعر بها جدا (إذا كانت حالتك مثلي جرب أن ترددها فبالتأكدي ستستشعرها..) الأحساس بأني ترس في آله ليس غريبا على فمنذ أن بدأت العمل وبالأخص العمل الصحفي الذي يتطلب من كل فرد منا.. أن يكون دأوب لكي يحقق (الوهم) فعليه أن يعيش موهما طوال سنين حياته.. في هذه الأثناء كنت أفكر في موضوع حيوي ومهم جدا.. وهو أن العيد سيأتي قبل القبض فهل سيكون هذا متناسبا مع الحالة النفسية والعصبية التي أعانيها في كل يوم 10 من الشهر لأسباب اقتصادية بحته.. في هذه الأثناء أيضا سمعت غصب عني واللهي ــ أثنين يتحدثون في الميكروباص عن نفس الموضوع نظرت من الشباك وتذكرت هذه الأيام حينها كنت طفلا صغيرا لا أعبء بشئ غير الهو ثم تحملت المسئولية وتحولت من طفلا إلى طالبا وظللت هكذا طويلا ثم اخترت مهنة بمحض ارادتي تتسم بأنها طاردة للعمالة إلا أني احببتها.. ثم تحولت بعد ذلك إلى ترس في آله.. لعلي أن أصبح ترسا مفيدا في آله صالحة

Monday, October 09, 2006

الشيطان يستسمحك بالا تقرائه
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد في الأثر عن الإمام محمد بن واسع انه كان يدعوا الله كل يوم بدعاء خاص.. فجاءه شيطان وقال له يا إمام أعاهدك أنى لن أوسوس لك أبدا ولم آتيك ولن أمرك بمعصية ولكن بشرط أن لا تدعوا الله بهذا الدعاء ولا تعلمه لأحد فقال له الإمام كلا.. سأعلمه لكل من قابلت وافعل ما شئت هل تريد معرفه هذا الدعاء ؟؟؟؟ كان يدعوا فيقول : اللهم انك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا.. يرانا هو وقبيلة من حيث لا نراهم.. اللهم أيسه منا كما آيستـه من رحمتك وقنطه منا كما قنطـته من عـفوك.. وباعــد بيننا وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك ادعـــــــــــــوا بهذا الدعـــاء

Monday, October 02, 2006

واحد في المئة

امبارح كنت عند أخويا الوسطاني كان عازمني على السحور.. ساكن في شقة صغيرة بدور على واحدة زيها.. مش هو دة المهم.. اتسحرت.. ونزلت عشان أروح.. ركبت الميكروباص وكان الفجر بيأذن وأنا كنت خلاص بفيص على الآخر.. وكان الميكروباص فيه حوالي خمس تنفار.. تقريبا.. فضل يحمل والسواق قاعد على الرصيف واللي جمبي رايح في النوم مبيصحهوش غير ميدالية المفاتيح اللي عماله تقع من ايده.. واللي قاعد ورايا كل شوية يتنهد.. ويقول يارب استرها يا رب.. وكان نفسي اروح أوي عشان أنام.. فضلنا كدة كل حوالي عشر دقايق يركب واحد.. وانا قاعد بتخيل نفسي أني راكب عربية في الصحراء.. ومش لاقيين ركاب بالرغم من أننا في امبابة.. فاضل راكب واحد فقط والسواق لسه قاعد على الرصيف.. الناس الله يكرمها بدأت تتكلم.. هو احنا مش هنروح بقى.. دة سواق معندوش دم.. دة بارد أوي.. منادي عليه عشان نروح نشوف حالنا بقى.. وكنت أنا الوحيد الصامت في هذا التسخين.. وناديت عليه اقترب من السيارة ويا سبحان الله.. كل المسخنتيه دول بلعوا ألسنتهم.. تفاوضت معاه ما لاحظته هو أني أنا الوحيد الذي تكلمت معه.. ما جذب انتباهي هو أن كان عددنا عشرة أفراد.. وواحد بس هو اللى اتكلم يعني.. واحد ما بين كل عشرة هو اللى بيقدر يطالب بحقه وحق التسعة الباقيين.. المهم اتحرك الميكروباص.. وعقبال حاجات تانية لما تتحرك