Thursday, October 04, 2012

فن تدكيك اللباس


فن تدكيك اللباس
وائل الغزاوي
بالتأكد أن كل منا يعرف ما يسمي بتدكيك الاستيك في اللباس* هات "بنسه شعر حريمي" واستيك حرير وقم بالعملية المصرية الشهيرة التي نعرفها جميعا وصولا للطرف الاخر من الناحية الثانية ثم عقده جيدا لكي لا يهرب الاستيك مرة اخرى.
هذا بالظبط ما يحدث في السياسة المصرية اننا نحشر (الاستيك) في الشعب ونلفه جيدا لنصل للناحية الاخري المتشابهة تماما مع الناحية الاولي بدون اي تطوير في العملية الفكرية الانسانية.. كنت اتوقع أن بعد ثورة يناير 2011 التي قام بها الشباب بدون قيادة سياسية حقيقية ان تخرج بنتائج حقيقية ملموسة واقعية تصل بنا إلى جزء ملحوظ من التطور المجتمعي والافكار التي تغير جزء ولو محدود من الافكار المصرية التي تلوثت بمناخ الفساد الا انه لم يحدث.
تمنيت أن يحدث تطور تعليمي ملحوظ الا أننا قمنا جميعا بنشر البوست الشهير الخاص بمصروفات الاطفال في المدارس الحكومية المتعثرين في دفع المصروفات الدراسية.. تدكيك التبرع في الحقوق الاساسية للمواطن.
ليصل التدكيك إلى منطقة الخياطة ويتوقف قليل او تفشل عملية التدكيك الكلية للباس بسبب صعوبة الظروف او الامكانيات او عدم وجود ميزانيات او.. او.. او.. الا أن التدكيك لا يقف عند هذا الحد فقط بل بالتضارب في التصريحات السياسية وزير المالية "لا نستطيع تطبيق الحد الادني والاقصى للاجور في مصر الان".. ليخرج المتحدث الرسمي للرئاسة الدكتور ياسر علي أن الحد للاجور تم تطبيقه منذ يناير المنصرم.. الله هو الاستيك انقطع ام لم ينقطع.. هذه المرحلة هي مرحلة انفلات الاستيك من "بنسه الشعر" لنعيد الكرة من جديد ونكرر ونعيد ونزيد حتي ننسى هذا الموقف لنصل إلى الناحية التانية التي تتشابه تماما مع الناحية الاولي.. وهي البحث عن لباس اخر لتدكيكه وتسمتر العمليات التدكيكيه حتى نتوه ونصل إلى نظرية البيضة ولا الفرخة.
نندهش من تطور العالم الاخر وما وصلوا اليه من تطور وفي نفس الوقت لم نغير شيئا حقيقيا من سلوكياتنا ولا نحاول ان نغيرها والكثير منا يري أننا افضل شعب واخف دم والاكثر تدينا.. فاذا كنا كذلك فمن الذي يقتل ويسرق ويختلس ويرتشي يوميا حتى بعد الثورة من الذي يقطع الطريق ويمنع الناس من الوصول لاعمالها من الذي يذهب لعمله فلا يحسنه.. الا هذه السلوكيات غير الدين الا هذه غير الافعال غير الاخلاق.. هل خفه الدم في اننا نعتبر انفسنا اننا نفهم في اي شئ حتى ولو لاول مرة نسمع عنه.
الواقع والدراسات تقول اننا نستورد سلعنا الاساسية والتافه منها اننا لا نجيد حتى اليوم صناعة ابره الخياطة.. حتى بنسه الشعر اللي بندكك بيها اللباس مستوردة.. ليس لدينا علام يقدم افكار وان اتيحت لك الفرصة لعمل فكرة جديدة لا تحسن ادارتها فتفشل انت وهي.. الكسل عنوان كبير مكتوب على هذا البلد.. والاستغلال والجشع وكل العادات السئية بيننا أناس يتمنون التغيير الحقيقي لكن شماعه الظروف تقف حاجز بينهم فاذا كنت تريد ان تتغير فيجب أن تضحي بجزء من ما تجنيه من اخطاء ترتكبها بشكل يومي
يوجد الكثير من النماذج التي نجحت ولم تكن الصورة بهذه السوء لكن وراء كل قصة نجاح يوجد الكثير من الصعوبات التي واجتهم كلنا نبحث عن 100 يوم في وعد انتخابي وكلنا يعلم انه لن يتحقق.. ولا نبحث عن 100 يوم من المشكلات المتفاقمة والوعود اليومية والايمانات المغلظه التي نحلف بها يوميا ولا ننفذ منها شئ.. لا ادافع عن مرسي او غيره بل يجب أن يبدأ التغيير من داخلك انت.. فاليوم يمكن فيه انجاز الكثير من المهام غير الذهاب للعمل في الصباح لتكون المحصلة الاجمالية من ساعات عملك مجرد دقائق ان تعدت الساعة الواحدة تشعر بالتعب والارهاق والذهق.
اين نحن كشعب من هذا التغيير.. لا توجد وقفة احتجاجية واحدة من اولياء الامور تطالب تطوير المناهج الدراسية لابنائهم.. لم يقف احدا في ميدان عام معلقا لافته مكتوب عليها حلا لازمة المرور أو الخبز.. لم نحاول ان نخفض استهلاكنا من الكهرباء لحل الازمة.. بالامس كنت في البنزينه لان مؤشر البنزين كان وصل للمنطقة الحمراء ولا اذهب إليها الا في هذه الحالة.. فكان امامي تاكسي وقف في الطابور اكثر من 15 دقيقة اخذ اربع لترات فقط لان البنزين لدية كان ممتلئ عن اخره.. اخذ بنزين مدعوم وعطل الاخرين وعطل نفسه وبالتاكيد هو غير ملتزم بتشغيل العداد مثل المئات من سائقي التاكسي.
في احد الايام ركبت تاكسي فلمحت في تابلوه سياراته مفتاح الغاز الطبيعي فسالته عن عيوب وايجابيات الغاز على السيارة لاني كنت انوي تحويل سيارتي لغاز.. فحلف بايمانات الامة الاسلامية بأنه يضع في السيارة بنزين 92 حفاظا عليها.. فاشرت لمفتاح الغاز الموجود امامنا فصمت صمتا طويلا ولم يستطع الاجابة.. لماذا نحن هكذا.. اذا كنت تريد ان تكون مواطن محترم في بلدك فإبداء بنفسك ثم بيتك ثم مجتمعك ثم منطقتك ثم مدينتك لنصل جميعا لنقطة تواصل واحدة.. وكفانا تدكيك للباس

*اللباس باللغة العربية لا تعبر عن ما دار في ذهنك بل هو كل ما يتم ارتدائه من ملبس

Thursday, September 27, 2012

الفيلم المسئ للرسول الكريم

الفيلم المسئ للرسول الكريم

في البداية ارفض تسمية هذا العمل القذر بانه الفيلم المسئ للرسول الكريم.. لان الرسول لا يمكن ان فيلما يسئ الي سيرته الطاهرة فلنسميه فيلم "خنازير المهجر".

الصبح وانا جاي للشغل في مدخل القصر العيني والمبني ملاصق للسفارة الامريكية صادفتني سيدة في العقد السادس من عمرها تقريبا كانت تريد الوصول لوزارة الصحة لتخليص اوراق مهمة للغاية كادت ان تبكي على عدم قدرتها للوصول لشارع القصر العيني لان المدخل الوحيد الذي كان متاح لها هو الصعود فوق السور الحجري في تقاطع الشيخ ريحان ولم تستطع فعل ذلك بسبب كبر سنها حاولت اساعدها انا ومجموعة من الشباب لكن الحجارة كانت عالية عليها ولم تستطع فعل ذلك فنصحتها بأن تأتي يوم الاحد.. تحسرت وقال يعني هو يوم الاحد هعرف اجي قولت لها ان شاء الله فردت بهدوء ووقار حزن ان شاء الله يا بني انا متشكرة..

معلومة هذه السيدة مسيحية حاولنا مساعدتها.. هذه السيدة بالتأكيد كانت تبحث عن صرف علاج او ما شابه ذلك.. هذه السيدة لا ذنب لها من هذا العمل القذر الذي انتجه الصهاينة ومسحيو المهجر لاني ارفض ان اقول عليهم انهم اقباط لان القبطي مصري.

من مصلحة من تعطيل مصالح الناس هل بذلك ننصر الله ورسوله.. بالطبع لا.. اذا كنت تريد ان تنصر الله ورسول فأعلم ان ما يمحو هذا الفيلم هو سلوكك السمح ونشر دين الله بطريقة صحيحة وواضحة للناس

انما ما يحدث حاليا في محيط السفارة الامريكية لا داعي له على الاطلاق بل يظهرنا اننا همج ليس اكثر فما بالكم لو تقدم مشايخ الازهر مسيرة وقدموا للسفارة الامريكية وجاليتها كتب عن الرسول وتفاسير القران الكريم والقران مترجم باللغة الانجليزية كهدية

لماذا اصحاب القنوات الدينية العملاقة في محيط الشرق الاوسط لا ينفقون جزءا مما يكسبون وهو الكثير على نشر الدين الصحيح لغير المسلمين بطريقة مهذبة وحضارية فانه دين الحضارة

لماذا لا نقدم تفاسير القران الكريم مترجمة وايضا سيرة رسول الله كذلك للجاليات غير المسلمة فاذا كان عددهم مليونا فقد يقراء هذه الكتب على الاقل الف شخص يتعرفون على صحيح الدين الاسلامي ليس بنيه دخولهم الدين الاسلامي بل لتعريفهم بهذا الدين الذي يشوه الاعلام على مر العصور

لهذه السيدة القبطية انا اسف لاني لم استطع ان اوصلك لوزارة الصحة التي كنت تريدين الوصول اليها.. فكل الشوارع كانت مغلقة بسبب ما يعتقدون بأنهم بفعلهم ينصرون دين الله السمح.

ليس بسب جنود الامن المركزي بأفظع الشتائم والسباب بالدين لهم.. فكيف تنصر الاسلام وانت تسب دين الاسلام.. ما ذنب هذه السفارة الامريكية من فعل ذلك هم مصريون ويهود يعيشون في امريكا ليست شركة امريكية او مؤسسة امريكية معترف بها او اي شئ امريكي على الاطلاق.

ماذنب أصحاب السيارات الخاصة في أن يجدوا ما ادخروه في عمرهم يحترق امامهم من مجموعة همجية فهل بحرق السيارات الخاصة والممتلكات العامة لن يعرض الفيلم المسئ للرسول صلي الله عليه وسلم هل بهذه التصرفات الغوغائية سيتم اي شئ غير العنف

هل سقوط عدد من الضحايا او المصابين بين الطرفين الشرطة التي بدورها تحمي الكيانات الدبلوماسية بغض الطرف ان كانت امريكية او غير ذلك من اي جنسية لان السفارة تعبر عن كيان دولتها ولذلك من حقوقها ان ترفع علمها على الارض التي هي عليه.. كما انها لها الحق في وجود قوات مناسبه لحماية بعثاتها الدبلوماسية ورعاياها.. وبين مجموعة غير معروف انتمائها لاى جهة تحدف الطوب والملوتوف على جنود مصريين لا ذنب لهم في شئ.. هل توافق على مهاجمهة السفير المصري في اي مكان وقتله او سحله او نهب السفارة كما يريد ان يفعل من هم موجودون حاليا.

اتعجب من المتظاهرين اليوم من انتم حقا ماذا انتم فاعلون فلنقل انكم استطعتم ان تدخلون للسفارة ماذا ستفعلون ستنهبونها ستقتلون من تقابلون مثلا هل بذلك ستحققون نصره النبي صلي الله عليه وسلم .

ماذا فعلتم لدين الله... كيف نصرتهم الرسول الكريم في حياتكم اليومية ابحثوا داخل انفسكم اولا ثم حاسبوا من هم خارج الدين على ما هم فاعلون.. ان ما تفعلونه ما هو الا تصرف همجي لا يصنف غير ذلك من الافضل ان تعودوا من حيث اتيتم لانكم لن تستطيعوا حتي نصره انفسكم وليس نصره الدين الاسلامي السمح او رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم.

تخطون خطوات ثابتة في نفس الدرب

تخطون خطوات ثابتة في نفس الدرب

بالرغم من ما تعرضت له جماعة الاخوان المسلمين على مدار العقود الماضية سواء في ظل حكم الرؤساء الثلاثة الذين تعاقبوا على حكم مصر منذ ثورة يوليو 1952 الا أنهم ينتهجون نفس النهج الذي كان يتخذه الحزب الوطني (المنحل) وما افسده في سلوك الناس اجتماعيا بعيدا عن المشكلات السياسية التي تعاقبت على مصر طوال فترة حكم المخلوع.

فالتطور المجتمعي الذي وصلنا له الان لا يصل بأى شكل من الاشكال إلى أن يوصف بالتطور فكانت مصر في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي تشابة اوروبا بشكل كبير إلى أن فتحت ابواب الهجرة لدول الخليج العربي وبدلا من ان يحافظ الناس على هويتهم المصرية المعتدلة عادوا بافكار اكثر تشددا من هذه الدول التي ذهبوا اليها للبحث عن لقمة العيش.. واستوردوا الافكار المتشددة لتنتشر في الشارع المصري وهذا يظهر بشكل كبير في تحولات الحجاب من مرحلة البشنقة إلى مرحلتي الخمار والنقاب.. اعلم ان البعض سينتقدني لهذا الوصف لكن انظر إلى ما حدث للشارع المصري فتجد الكثير من النساء والفتيات يرتدين الحجاب او الايشارب وتحته ما لا يمكن وصفه فقط انزل للشارع أى شارع في منطقة شعبية او عشوائية او منطقة راقية حتى فالهوية المصرية ضاعت مما لا شك فيه.

النهج الذي يتبعه الاخوان المسلمين اليوم هو تشويه المختلفين معهم سياسيا وفكريا بأى صورة من الصور أو بالسخرية من تصريحاتهم سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي او من خلال المشايخ الذين يسبحون بحمد الجماعة ويقولون ويدعون أى شئ.. فلقد كان اعضاء الجماعة يجتمعون في بيت البرادعي لما يمتلكه من حصانة دبلوماسية تمكنهم من الاجتماع في بيته واليوم يقومون بتشويه بشكل ساذج كما فعل الحزب الوطني من خلال اماناته التي لم تكن امينة على هذا الوطن على الاطلاق.. وايضا حمدين صباحي الذي كان من بين التحالف في الانتخابات البرلمانية التي أسست اول برلمان بعد الثورة.. هو اليوم العدو اللدود.. واليوم تنتشر صورة للاستاذ عمرو خالد الداعية الاسلامي او المفكر المجتمعي أيا كان وصفه.. في معسكر او رحلة تضم عددا من الفتيات ليظهر في الصورة فتاة ترتدي بنطالا ضيقا وتتشارك مع الجميع في لعبة في مكان مفتوح أمام مرئ ومسمع من الجميع.. فما هي الصدمة التي انتابت الناس.

ارجو من كل من يقوم بتشويه او المشاركة بتشويه الشخصيات العامة اليوم لانها تعارضت مع افكار الاخوان المسلمين الذين لو استمروا في هذا النهج سيكون كل من يدافعون عنهم هم اول معارضيهم.. انظر حلوك... لزميلتك في العمل او لاختك او جارتك او قريبتك واى فتاة تمشي في الشارع وحدد اذا هل من الممكن ان تتعامل معها في العلن ام لا... وهل ستتعامل معها بالرغم من ما ترتديه ام سترفض؟!

اسال نفسك قبل ان تتهم الاخرين.. هل هذا الحقد المجتمعي والتخلف الذي وصلنا له اليوم ليصل بنا الحال لهذا السخف والتخلف والجهل مع العلم انني لا أحب الاستاذ عمرو خالد وغير مقتنع بكل افكار البرادعي ولم اكن يوما مؤيدا لحمدين صباحي وانتخبت الرئيس مرسي مجبرا.

يجب ان نتوقف عن ان نجهل انفسنا بافكار لا تتناسب مع وسطيتنا فتقريبا معظم امهاتنا كانوا لا يرتدون الحجاب حتى منتصف السبعينيات او الثمانينات من القرن الماضي فليس كل امراة غير محجبة فهي غير محترمة وليس العكس وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (( إن الله لا ينظر إلى أجسادكم , ولا إلى صوركم , ولكن ينظر إلى قلوبكم )).

فاذا كنا نريد تغييرا حقيقيا فلنغير من انفسنا اولا ونفكر كيف نغير مجتمعنا للافضل للاعتدال والمدنية دون تشدد وبلا تحيز لافكار رجعية تعود بنا لقرون وسطى لم تعيشها مصر... فمصر هي اول حضارة وأول دول التاريخ فلم نكن يوميا بهذا التخلف.

وقال تعالي "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".