Thursday, September 27, 2012

تخطون خطوات ثابتة في نفس الدرب

تخطون خطوات ثابتة في نفس الدرب

بالرغم من ما تعرضت له جماعة الاخوان المسلمين على مدار العقود الماضية سواء في ظل حكم الرؤساء الثلاثة الذين تعاقبوا على حكم مصر منذ ثورة يوليو 1952 الا أنهم ينتهجون نفس النهج الذي كان يتخذه الحزب الوطني (المنحل) وما افسده في سلوك الناس اجتماعيا بعيدا عن المشكلات السياسية التي تعاقبت على مصر طوال فترة حكم المخلوع.

فالتطور المجتمعي الذي وصلنا له الان لا يصل بأى شكل من الاشكال إلى أن يوصف بالتطور فكانت مصر في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي تشابة اوروبا بشكل كبير إلى أن فتحت ابواب الهجرة لدول الخليج العربي وبدلا من ان يحافظ الناس على هويتهم المصرية المعتدلة عادوا بافكار اكثر تشددا من هذه الدول التي ذهبوا اليها للبحث عن لقمة العيش.. واستوردوا الافكار المتشددة لتنتشر في الشارع المصري وهذا يظهر بشكل كبير في تحولات الحجاب من مرحلة البشنقة إلى مرحلتي الخمار والنقاب.. اعلم ان البعض سينتقدني لهذا الوصف لكن انظر إلى ما حدث للشارع المصري فتجد الكثير من النساء والفتيات يرتدين الحجاب او الايشارب وتحته ما لا يمكن وصفه فقط انزل للشارع أى شارع في منطقة شعبية او عشوائية او منطقة راقية حتى فالهوية المصرية ضاعت مما لا شك فيه.

النهج الذي يتبعه الاخوان المسلمين اليوم هو تشويه المختلفين معهم سياسيا وفكريا بأى صورة من الصور أو بالسخرية من تصريحاتهم سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي او من خلال المشايخ الذين يسبحون بحمد الجماعة ويقولون ويدعون أى شئ.. فلقد كان اعضاء الجماعة يجتمعون في بيت البرادعي لما يمتلكه من حصانة دبلوماسية تمكنهم من الاجتماع في بيته واليوم يقومون بتشويه بشكل ساذج كما فعل الحزب الوطني من خلال اماناته التي لم تكن امينة على هذا الوطن على الاطلاق.. وايضا حمدين صباحي الذي كان من بين التحالف في الانتخابات البرلمانية التي أسست اول برلمان بعد الثورة.. هو اليوم العدو اللدود.. واليوم تنتشر صورة للاستاذ عمرو خالد الداعية الاسلامي او المفكر المجتمعي أيا كان وصفه.. في معسكر او رحلة تضم عددا من الفتيات ليظهر في الصورة فتاة ترتدي بنطالا ضيقا وتتشارك مع الجميع في لعبة في مكان مفتوح أمام مرئ ومسمع من الجميع.. فما هي الصدمة التي انتابت الناس.

ارجو من كل من يقوم بتشويه او المشاركة بتشويه الشخصيات العامة اليوم لانها تعارضت مع افكار الاخوان المسلمين الذين لو استمروا في هذا النهج سيكون كل من يدافعون عنهم هم اول معارضيهم.. انظر حلوك... لزميلتك في العمل او لاختك او جارتك او قريبتك واى فتاة تمشي في الشارع وحدد اذا هل من الممكن ان تتعامل معها في العلن ام لا... وهل ستتعامل معها بالرغم من ما ترتديه ام سترفض؟!

اسال نفسك قبل ان تتهم الاخرين.. هل هذا الحقد المجتمعي والتخلف الذي وصلنا له اليوم ليصل بنا الحال لهذا السخف والتخلف والجهل مع العلم انني لا أحب الاستاذ عمرو خالد وغير مقتنع بكل افكار البرادعي ولم اكن يوما مؤيدا لحمدين صباحي وانتخبت الرئيس مرسي مجبرا.

يجب ان نتوقف عن ان نجهل انفسنا بافكار لا تتناسب مع وسطيتنا فتقريبا معظم امهاتنا كانوا لا يرتدون الحجاب حتى منتصف السبعينيات او الثمانينات من القرن الماضي فليس كل امراة غير محجبة فهي غير محترمة وليس العكس وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (( إن الله لا ينظر إلى أجسادكم , ولا إلى صوركم , ولكن ينظر إلى قلوبكم )).

فاذا كنا نريد تغييرا حقيقيا فلنغير من انفسنا اولا ونفكر كيف نغير مجتمعنا للافضل للاعتدال والمدنية دون تشدد وبلا تحيز لافكار رجعية تعود بنا لقرون وسطى لم تعيشها مصر... فمصر هي اول حضارة وأول دول التاريخ فلم نكن يوميا بهذا التخلف.

وقال تعالي "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

No comments: