Monday, October 16, 2006

نزلني عند الطوبة يا أسطى
عارف البنزينة.. بعدها هتلاقي شارع اديلوه ضهرك وادخل فتاني شارع يقابلك.. هتلاقي قهوة ع الشمال.. أسال على بيت عم حسنين أو عد أربع بيوت بالظبط هتلاقي شباك فيه قفص عصافير كبير كدة.. انده عليه.. وهو ينزلك على طول.. دي الوصفة اللي وصفهالي واحد مش مهم هو مين لكن هي دي الوصفة.. فضلت حافظها لغاية ما وصلت.. ووأنا راكب الميكروباص.. فجأة كدة وبدون سابق إنذار ناديت ع السواق عند البنزينه يا اسطى.. اه مهو أصل البنزينه دي مشهورة أوي هنا.. بالرغم من أن المكان أصلا مفيهوش بنزينه.. لكن أسم المنطقة كدة ولما سألت ليه أسمها البنزينه قالوا لي الحكاية.. وهى أن كان في زمان بتاع جاز بيقف هنا.. ولما مات أبنه وجد عنده كنز.. وفتح بنزينه وطلع للكنز دة عفريت العفريت طلع للواد.. وولع فيه وفي البنزينة وتركت حتى تحولت إلى خرابه متراميه الأطراف والأرجاء وبها أنواع مختلفة من القمامة

الحكاية والأسم من الموروثات الشعبية القديمة.. كما أن أسلوب ندائي على سائق الميكروباص سيتحول في يوم من الأيام إلى عادة.. فكثيرا ما نسمع راكبي الميكروباص وهم يطلبون من السائق أن ينزلهم عند المطب أو عند بتاع العصير.. أو عند أبو حسين بتاع الكشري.. أو عند الشجرة.. إذا كانت المنطقة صحراوية قاحلة.. أو ع الناصية.. توقفت السيارة الآن عند مكان لم آآتي إليه من قبل.. لكن ما لاحظته هو أن الجميع لم يطلق عليه أسما.. كما أن الغريب أنه لم تجر محاولات لتسميه هذه المنطقة وكلما اراد أحد أن يوقف الميكروباص يقول للسائق أيوة يا اسطى عايز أنزل

آتى على الدور الآن أن أطلب من السائق النزول فقلت له.. نزلني عند الطوبة يا اسطى.. نظر لي باندهاش قائلا فين الطوبة دي.. قلت له أنت متعرفش الواد أحمد بن عم حسين الواد اللي عنده عشر سنين دة.. رد عليا أيوة عارفة راح المدرسة في يوم متأخر فلم يوافق المدرس على دخولة الحصة الأولى فهرع إلى الفناء ليلهو مع أصدقائه المطرودين من فصولهم ولأن حالتهم الاقتصادية لا تسمح بشراء كورة فاتخذوا من الطوبة كورة.. واتفقوا أن من يفوز منهم يأخذ الطوبة.. لعبوا بها ماتش ساخنا.. وفاز بها الواد أحمد بن عم حسين فلما عرف أبوه.. لطشه بالقلم فوقعت منه الطوبة هنا.. عرفت بقى.. ولذلك تحولت إلى محطة.. طبعا موضوع الطوبة مش موجود لكن اللي موجود أن حكاية صغيره ممكن الأضافة عليها إلى أن تتحول إلى أسطورة كبيرة ومن ثم إلى مزار سياحي.. وتتحول إلى محطة ونطلب من السواق أن ينزلنا عند الطوبة

1 comment:

Anonymous said...

عظمة على عظمة يا وائل جميل قوي وقولتلك قبل كدة ان طريقتك في سرد الموضوعات لطيفة وفيها خفة دم
وقولت كمان انك بتاخد بالك من حاجات كتير ودايما من تفاصيل الحياة اليومية ، وانك شخص متأمل في الحياة ومبتنظرش للأمور بسطحية وهي فعلا التفاصيل الصغيرة دي اللي الناس بتشوفها شئ عادي هو اللي مهم ، مهم فعلا ناخد بالنا من المفاهيم الخاطئة ، لأن الأعتياد عليها أصبح سلوك يومي بدون ما حتى نفكر هي صح ولا غلط ، بس حلو موضوع الطوبة دا سخرية مقبولة بعدم الأقتناع من الحكاية اللي قبلها بتاعة البنزينة برافو عليك ، شد حيلك عاوزين على العيد موضوعات اكتر .