عيد الحب 2010
منذ عامين أو أكثر تقريبا قضيت يوما مميزا مع زوجتي حاليا التي كانت حينها خطيبتي خرجنا وتغدينا سويا في يوم عيد الحب بالرغم من عدم قناعتي بأن يكون هناك يوما محددا للحب لان الحب مشاعر انسان تجاه عدد من الاشيئاء والاشخاص يجب أن لا يرتبط ذلك بيوما محددا ليعبر فيه عن حبه تجاه من يحب حتى ولو كان ما يحبه مجرد بسكوتة من ممتلئة عن اخرها بالايس كريم اللذيذ الذي يمتعه.. مذاقه أو حتى قطعة من الشيكولاتة التي تكسبه نوعا من المزاج الخاص او كلبا يلهو معه في حديقة فسيحة أو طفلا يداعبة فيملاء الدنيا بالضحكات والقهقهات المتميزة.<p>
أمس كان يوما مميزا فكان هو عيد الحب الذي يحتفل به غالبية الناس ويسعى البعض بإصدار تشريع يحرم الاحتفال به بالرغم أن كل الاديان سواء كانت سماوية أو حتى ارضية تدعو للحب.. وبالرغم من ذلك يتجه البعض في تبريرهم للتحريم بأن هذا العيد كان يحتفل به رجل دين (قس) قام بتزويج عدد كبير من الشباب ليكلل حبهم بالزواج.. بهذه القصة التي يختلف البعض في سردها لن تجعل من العيد شيئا محرما على الاطلاق من وجهة نظري فإذا كان رجال الازهر الشريف يروا أن في ذلك شيئا من التحريم فليجعلوا الزواج مجاننا في شهر معين بالسنة مثلا أو يخصصوا أموال وقف معين لمعاونة شباب المسلمين كافة على الزواج وعلى أن يكون الزواج يسيرا دون كل هذه العٌقد والكلاكيع. <p>
فلينتهي الامر عند هذا الحد من حملات التحريم والتكفير والتشتيت فالحب هو اساس العلاقة بين الانسان والله وكذلك هو اساس العلاقة الانسانية بين الافراد والكائنات والله رحمن رحيم والرحمة لا تأتي من دون حب.. فليبقى الحب والمشاعر الانسانية الجميلة ليبقى الانسان قادرا على كل شئ في الوجود. <p>
فهذا المواطن المطحون الذي يسعى على أن يصل إلى عملة في الزحام الشديد والعراك المتواصل مع سائق الميكروباص والتصارع المتواصل بينه وبين عقربى الدقائق والساعات وهو في محاولات دائمة للوصول إلى مكان عمله دون تأخير لكى لا يقع عليه جزاءات قد تحرم زوجته الممتلئة ـ التي لا تشبه بأى شكل من الاشكال أى من الفنانات التي ينظر لهم وهو يلحس شفتيه بطرف لسانه حين يراهم على شاشة التليفزيون ـ من أكله مسقعة متعاصة ببعض من اللحم المفروم المستورد من اخر العالم.. وهذا الرجل أيضا الذي يسعى جاهدا لشراء لعبة حقيرة لا يتعدى ثمنها الجنيهات الثلاثة ليسعد أبنائه ويستمر صراعه وحبه المختلطين ببعضهم البعض ليكتشف أنه في النهاية يحب كل منهم ويحب والديه ويحب زملائه في العمل ويحب مديرة السخيف الا أنه لا يكتشف طعم الحب بسبب ما يعانيه لكنه يستشعره من حين إلى آخر. <p>
فطعم الحب يجب أن يستمتع به الجميع لانه حق إنساني لا يمكن أن ينكر قيمته أحدا على الاطلاق ومن يفعل ذلك فهو جاني ويستحق أبشع وسائل التعذيب التي لن يستطيع أحد أن يطبقها عليه بسبب أنهم محبين. <p>
صراع الحب هو من أقوى الصراعات على الاطلاق في هذا العالم ويمكن أن يجعل بين المحبين نوعا من الاشتياق واللهفة أقوى من الحب ذاته فلندع الجميع يستمتع بما يريد من طعم للحب فكل منا لدية القدرة على التذوق وليس هناك طعما واحدا يمكن أن يوصف لهذا الحب. <p>
فاتني الكلام وفاتني كل شئ امس بعد أن اتفقت مع زوجتي على أن أنام ساعتين لاستيقظ وااخذها إلى السينما لنستمتع بفيلم رسائل البحر لمخرجه داود عبد السيد والذي سبقو ان شاهدته في العرض الخاصة له.. نمت واستيقظت وكان نور ابني ذو الدم الخفيف كان يبدأ مرحلة نعاس لنستطيع أن نخرج سويا.. وفي اطار الترتيب على الخروج استيقظ المدعو القصير ليكتشف أننا مازلنا مستيقظين.. جلس بمفردة في الصالة حيث كنت فاتحا للاب توب الخاص بي اتابع بعض الاشياء فوجدني مشغولا فخرج ليجلس وحيدا.. اخذته من يده ليجلس إلى جواري.. بحثت له على موقع اليوتيوب الشهير على افلام "توم اند جيري" وجدت له الكثير والكثير جلس على ساقي وبدأ يستمتع بالمشاهدة كنت مستمتعا اكثر منه في الحقيقة لوجوده إلى جواري بهذا القرب.. وكل حين اقبله وهو يشاهد بابتسامة طفولية لا يمكن وصفها.. كانت امه تتابعنا باستمتاع شديد قد يكون أكثر من استمتاعها بفيلم سينمائي بالرغم من عشقها الشديد لهذا النوع من الفن. <p>
فجأة ودون سابق انذار انتابه الملل تركني ليلعب قليلا ثم يعود ظللت العابه حتى غالبني النعاس كان احساسا جميلا.. هو أني احتفلت بعيد الحب ولكن بعيدا عن صخب اللون الاحمر والدباديب والكافيهات الممتلئة عن اخرها بمجموعة من العشاق.. أو الحدائق التي تفيض بكلمات الغزل والعشق والهيام والتسبيل. <p>
اشعر بهذا العيد الخاص جدا بنوع شديد من الخصوصية مع العام الاول الذي يدرك فيه نور أنه يمكنه أن يشاهد نوعية الافلام التي يحبها من خلال هذا الجهاز الذي طالما يستفزه وجوده بسبب انشغالي عنه به. <p>
No comments:
Post a Comment