Tuesday, June 03, 2008

مليش نفس

مليش نفس
منذ أكثر من شهر تقريبا لم أكتب سطورا في هذه المساحة التي أحبها أحياننا كثيرة اتحجج بالشغل الذي هو وطيد الصلة بالكتابة وفي بعض الاحيان اتردد في كتابة عدد من السطور التي أجد أن ليس لها معنى في هذه الايام العصيبة التي نمر من خلالها جميعا

ضغوط الحياة في الكثير من الأحيان تجعلني أن أضجر من هذا العالم الذي أعيشه بالرغم من أن المواقف الكثيرة التي تواجهني تؤكد لي أن البقاء والاستمرار هم أفضل وسيلة للحياة في هذا العالم الذي أصبح مثل اسطوانة الكمبيوتر ـ مضغوطا ـ الصراع على لقمة العيش والصراع على جنى أكبر قدر من المال لتسديد الكثير من النفقات التي حولت الانسان إلى ترس في أله تعمل ليس لتنتج بل لانها متصلة بعدد لا متناهي من التروس

أكون في قمة سعادتي وفي ذروة النشوة بسبب ما أحققه في العمل.. المغامرة عنصرا اساسيا في حياتي.. الركد خلف الخبر أو الهروب من القدر هما العنصرين الاساسيين

منذ أكثر من شهر تم وضعي تحت الحراسة في ميدان التحرير بسبب عملي الصحفي أثناء قيامي بالتغطية الصحفية لإضراب السادس من أبريل.. لم أفكر في شئ سوى منظر ميدان التحرير حتى تهديد الضابط الذي قال لي أنا ممكن البسك قضية.. لم يهمني الكلام.. لا اعرف لماذا لم يهمني لكن النتيجة أنه كان لا شئ

الاقتناع بالافكار مصيبة في الاماكن التي ترفض أفكارك العديد من الاخرون يعتقدون أن مهنة الصحافة سهلة بالرغم من أنهم يعتقدون أيضا أن الاثارة الموجودة فيها تقتل الروتين الذي يعانون منه.. لا أحاول التفكير في هذا الامر ايضا لان النقاش مع من مازالوا يصفون الصحافة بأنها فتنة على أشخاص لا يمكن أن يقتنعوا بغير ذلك

اليوم أنت في قاعة ندوة حول التطوير والافكار الخلاقة.. إلا أن فور خروجك من هذا المكان الذي يجعلك فقط التخيل بأنك تحلق في الفضا.. وليس الفضاء الذي لم نجوزه بعد بالرغم من أن روسيا سافرت إلى القمر في الستينيات من القرن الماضي

منذ الكثير يملئني التفكير في بدلة رواد الفضاء الذي أصبحوا من وجهة نظري فقدوا كلمة رواد بسبب قدم عملية الانطلاق.. أفكر في يوما ارتدي فيه هذه البدلة الفضية لأجوز الفضاء واتمايل واتناغم مع حركة انعدام الوزن

إلا أني أشعر بهذه الحالة المتميزة حين يعج عقلي بالكثير من الافكار التي لا نستطيع جميعا تحقيقها.. من منا لا يحلم بشراء شقة للعيش فيها ومشروعا يضخ عليك الكثير من الرزق الحلال وسيارة ترحمك من قرف المواصلات التي تفوح منها رائحة نتنه.. وعلى رأسهم مترو الانفاق

إلا أن الاحلام تتناثر وكأنها في الثراء.. قد تكون الكلمات غير مرتبه أو متناثرة كالاحلام التي يأكلها الوبا

مليش نفس.. أني أستمر في العيش داخل مجتمع يزداد تدهورا في جميع المجالات.. اخلاقيا.. اجتماعيا.. دينيا.. نفسيا.. فنيا.. وعلى جميع الاصعدة الاخرى.. لا يوجد ما يجذبني للغوص في هذا المستنقع الفاسد حتى ولو كنت أحمل على ظهري انبوبه أوكسجين كالتي يحملها رواد الفضاء

لان الوضع لا يتوقف على استنشاق هواءا نقيا بل يمتد إلى ما هو أقوي وارسخ من ذلك وهو أن نستنشق أفكارا تنمي هذا المجتمع الذي ترك حافة الانهيار منذ عشرون عاما॥ لانه بالفعل انهار.. كالعقارات التي تبنى باسمنت فاسد.. كمثل أى شئ.. واخيرا ادعوا معي اللهم أجعلني فاسدا في مجتمع فاسد.. وصالحا في مجتمع متطورا.. متقدما

No comments: