Thursday, December 03, 2009

أم الدنيا مش ابوها

أم الدنيا مش ابوها

في الوقت ذاته كنت اكتب فكرة جديدة وفي الوقت ذاته طالعني الماسينجر برسالة من احدى الصديقات التي كانت تعقب على خبر سياسي.. فرددت عليها انتي بقيتي بتتكلمي في السياسة كتير فردت هو مين مبيتكلمش فيها دة انت لو جبت سيرة العيش هتلاقي نفسك بتتكلم في السياسة.. بهذا الرد الذي استفزني رددت عليها بشكل هستيري لتحليل الموقف الدرامي او الميلودرامي او التراجيدي الباكي الضاحك الذي نحياه.. وبالمصادفة كنت اشاهد منذ يومين مسرحية "قهوة سادة" التي وصفها البعض بالكوميديا لكن الجميع اغفل انها كوميديا سوداء.. معني هذا المصطلح هو أن الضحك لا يتنب الا من السواد الذي تعيشه المجتمعات العربية عامة ومصر خاصة.. كنت ناوي على الضحك الا أن مرارة الكوميديا جعلتني اظل افكر في كل كلمة مقدمة على خشبة المسرح لدرجة اني اصبت بحالة من الكأبة التي جعلتني اغطس تحت الغطاء الشتوي لاستيقظ على صوت بكاء نور الذي لم يكن يشاهد هذه المسرحية معي انا وزوجتي

احياننا كثيرة اقف أمام نور واعتذر له عن قدومه إلى هنا إلى الحياة قدره أنه اتى في بلد أم الدنيا وليست ابيها بلد هى الاخت الكبرى وليس الاخ الأكبر.. بلد سُبت واهينت ومسحت بكرامتها الارض في عدد من البلدان مرة في القدس المحتلة ضرب وزير الخارجية عند مدخل الحرم القدسي بالاحذية.. ومرات عديدة حين تتناولنا الصحف الخليجية بفضائح شقق الدعارة والزوجات الخائنات.. ومرات على شاشة الجزيرة التي كنا نحترمها جميعا لمصداقيتها التي وراها الثرى.. ومرات حين لعبنا في الاولمبيد ورجعنا ببرونزية واحدة.. ومرة حين ظلت الامال تلوح بتولي وزير الثقافة المصري لمنصب رفيع باليونسكو التي لا يعرف الكثير من اهل المحروسة ما هى اليونسكو الا أن الجميع كان يأمل في تولي الوزير المصري هذا المنصب الرفيع.. وصفر تنظيم كأس العالم الذي كشف لنا اننا لا نملك استادات ووسائل انتقال وغيرها من المبررات التي تؤهل مصر لنيل هذا التنظيم العالمي.

غير كل هذا نحن نحى ونستمر ونتوغل وننتشر في ردهات مترو الانفاق برائحته التي وصفتها مرارا وتكرارا بالاضافة إلى رائحة المستشفيات التي تصيب من لديه منخار بفتحه واحدة باختناق حاد ورائحة المواصلات العامة فهى رائحة عامة تفوح منا ونستنشق بعضنا البعض وسط حالة من العراك والتزاحم الشديد دون مراعاة لاى نوع من ما يسمى بالادامية لتتحول حالات الانحشار إلى مرض مزمن نعاني منه جميعا اذا وجدت المواصلات فاضية تندهش وتستغرب بشكل يتناسب مع اعتيادك للانحشار.

شتمني بأمي هي الكلمة الاساسية التي تسمعها في كل خناقات الشارع المصري أمس كان يوجد شاب ترافقه فتاه يمشون في نصف الشارع حين طلبت منه ان يزيح نفسه هو وهى سبني بأمي دون ادني مسئولية منه وكأن من المفترض أن أقود سيارتي على الرصيف ليتسنكح هو وموزته في وسط الشارع.. أسُب وأسب ارفع يدي في بعض الاحيان من نافذة سيارتي ملوحا عن الاعتذار وفي بعض الاحيان ألوح بطريقة واضحة عن حركة قليلة الادب لبعض منهم.

وسط هذه الحالة العارمة من الفوضى التي نشارك فيها جميعا وكل منا مسئول عنها لاننا مجتمع يشبة الالات التي تعمل بسيور وتروس.. حددت مكاني بحدة شديدة انا ترس في اله كبيرة وهي المجتمع كله قد اكون ترسا له دورا او لا.. على حسب من اتعامل معهم البعض يعتبرني هاما والبعض الاخر يعتبرني اتفه منه.. هذه الحالة التي ندركها جميعا وهى أننا كلنا تافهين ونغفلها لان حالة الغفلة تؤهلنا وبقوة لحالات الاستغفال والاستظراف والاستعباط.. لنؤكد أننا نحى وسط مجتمع قيمة الاساسية بدأت تضيع ليحل مكانها قيما اخرى لا معني لها بالنسبة لنا

اطلت عليكم فيما اكتبه من افكار الا أني ااؤكد أننا جميعا سفلة نخطئ دون ان نعتذر نكرر الخطأ حتى نعتاد عليه بشكل كبير.. ليتحول الخطأ إلى سلوك أساسي.. من منا رأى الخباز وهو يدخن سيجارته الرخيصة أثناء عملية خبز رغيف العيش الذي سيجري داخل امعائنا وامعاء ابناءنا وسكتنا.. من منا احتسى فنجانا من القهوة مائع دون أن يطالب بأن يكون له نكهته المميزة لانه اسحتى أن يطالب القهوجي بذلك.. من منا خجل بالمطالبة بحقوقه ومن منا لم يفعل ما عليه من واجبات اساسية كان لازاما عليه أن يقوم بها.

ليست ازمتي في رائحة المترو او حالة الانحشار او الزحام الذي نعاني منه جميعا او ارتفاع الاسعار بل في المعاني التي تبدلت وبشكل صارخ ومنها وقد اطيل عليكم

الخبز = مسامير وزجاج الخبز = طابور طويل الخبز = التغميس

المياه = الفشل الكلوي الرز = اللغوصة المسقعة = طاجن اورديحي

اللحم = الحمى القلاعية اللحم = 65 جنية اللحم = المواسم

الفراخ = انفلونزا الخنازير الفراخ = هرمونات الفراخ = عشه فوق السطوح

ادوات المائدة = تناكه فارغة طقم الصيني = الفشخرة السفرة = الجوع

الطبلية = التربيع الطبلية = الانقراض

السفالة = عادة قديمة قلة الادب = الجنس الانترنت = عالم لا يفهم الكثير

الزواج = مشروع الاطفال = بامبرز الاطفال = شيكولاته

الشيكولاته = تسوس الاسنان الثوم = الانتفاخ البصل = الدموع

الزحام = اعتياد الشوارع المقطوعة = الحبيبة الفراغ = التفكير العام

السياسة = الحكومة الحكومة = الزوجة الزوجة = الطلبات

الطلبات = فيزا الطلبات = شكك الزعل = عادي

الضجر = انقرض الصخب = حالة فنية الانتشار = الامن المركزي

الامن المركزي = عصايا الامن المركزي = قنابل مسيلة للدموع الامن المركزي = استثمار الغباء

المظاهرات = دموع بلا قنابل التفاح = امريكي الزراعة = اسرائيل

الخضراوات = سرطان السرطان = مرض متفشي السرطان = حالة من الخرس

الخرس الزوجي = طبيعة الطبيعة = ملوثة التلوث = قش الرز

المصانع = تجميع التجميع = حساب الشهر الطرح = ما تبقي من المصروف

الحياة = ملل الملل = سلوك السلوك = شتيمة

الشتيمة = عادة الفراعنة = 7000 سنة التاريخ = فشخرة المستقبل = مجهول

الواقع = اخرس الخرس = نعيشه الكتابة = الجهل

انا = اناني انت = غلطان هما = حرامية

حرامي = ناس كتير مجلس الشعب = يحذف من المضبطة النواب = حملات انتخابية الجزمة = بوش

الجزمة = برباط الرباط = عاصمة المغرب المغرب = لقاء الاحبه

المغرب = رمضان رمضان = مسلسلات التراويح = عشان نتلم

الموزز = في العيد العيد = تحرش الماتش = علم

الهزيمة = 2 صفر المكسب = المعلم المعلم = حسن شحاتة

اللعب = اساس العمل = بنحاول التطوير = افكار

الافكار = كبت الكبت = انسان الانسان = جميع ماسبق

3 comments:

حياه وبنعشها said...

فعلا موضوع جميل جدا

wael elgazawey said...

اشكرك بشدة

الأمير said...

السلام عليكم

.. حياك الله أخى الكريم
حقيقة وبلا أى مجاملات
أحمدالله الذى قدر لى أن أضغط على رابط المدونه التاليه .. كى أرى تلك الروعه
وهذا الكم من اللباقه وحسن الاسلوب .. وتميز طريقتك فى السرد .. بتلك الطريقه الساخره الحزينه .. وما أن نصل إلى جزئية " الساخر الحزين " فحتما يكون خارجا من القلب وأكثر حتميه أن يصل الى القلب ... حياك الله وحفظك ... أتمنى تقبل زيارتى المتواضعه ... والسلام عليكم ..؛؛؛