قابلته منذ أن تعرفت على الدنيا وهو قابلني قبل ذلك بأعوام.. شخص ملامحي تشبه.. يجمع بين الروح المرحة والرزانة في التفكير.. مستمعا جيدا لحديث الآخرين مما يجله قليل الكلام مصيب للهدف من خلال أقل الأحرف.. ثروته الحقيقية مرتبطة بمحبه الناس له ومحبته لهم.. عقله وحكمته يميزانه عن باقي البشر.. كان يطمح أن يشتري قصرا قديما قريبا من منزله.. متمنيا ذلك لأنه على ثقة من قدرته في إعادة ترميمه والعيش بداخله سعيدا.. لم يكن ذلك هو حلمه الوحيد لكنه كان من بين أحلامه التي قد يكون لم يحقق منها الكثير لكن في الوقت نفسه حقق منها ما استطاع.. لذلك عاش راضيا
لم يعش طويلا كما قال كل من افقتدوه.. فلقد كان محبا للناس حتى من أساءوا له منهم.. إلا أنه لم يستطع كراهية أحد.. فجأة ودون سابق إنذار لأنه لم يشتكي من مرض قبل ذلك.. إلا أنه في هذه المرة الوحيدة التي مرض فيها نقل للمستشفى بسبب ارتفاع في ضغط الدم اللعين.. تسبب في نزيف داخلي بالنافوخ أو المخ.. كما تسبب في شلل نصفي في الجانب الأيسر من الجسد.. ظل هناك حوالي 25 يوما.. دون حركة لا أنه كان يتحرك.. بخياله يبحث عن الأيام التي قضاها وهو شاب كان يريد أن يراه الجميع ليراهم.. قبل أن.. لم يحن الوقت بعد.. تعافى بسرعة لدرجة أن الأطباء المعالجين له أستعجبوا حالته.. هذا الرجل لم يتعدى الستون من عمره.. لكني عرفته لمدة تخططت العشرون عاما بقليل.. توقفت أمامه كثيره لأبحث عنه.. لأكتشف حقيقته التي لم تكن خفية بالقدر الحقيقي من الخفاء ولا واضحه بالقدر الذي نستطيع أن نزعم أنه شخص غامض.. لقدر عرفني منذ أن ولدت ولم يتركني.. وأنا كذلك.. تناقشنا.. اتفقنا واختلفنا.. لكنا كنا سويا.. في هذا اليوم تذكرته.. لا أنا لم استطع نسيانه.. للحظة واحدة فقط.. أحببته لم أعرف لماذ لكني أحبه.. وأزداد هذا الشعور به.. بعد أن.. لا لم يحن الوقت الآن.. أكن له كل احترامي وتقديري ليس للعلاقة الأبوية التي تربطنا فقط بل لأنه كان كل شئ في حياتي حقا كل شئ.. لم يكن في لحظة من اللحظات أبا فقط.. لم أنسى أطمئنناه على.. أفتقد كثيرا كلمته التي أعتبرها مأثورة في كل صباح.. وهى صباح الخير.. أفتقد الكثيلر منه.. لا افتقد كل شئ أفتقدته معه.. لم أستطع أن أزرف الدموع كل ليلة عليه لكن.. ما أشعر به تجاهه الآن أنه كان عبقريا لا لم يكن أن مازال موجودا بداخلي.. أن أنا وأتشرف بأن أكون مثله لأنه شخص أحببته.. ولم أستطع أستبداله بآخر
ما أستوقفني كثيرا هو مشهد وفاته الدراماتيكي.. نعم حضرته.. نعم توفى على يدي.. نعم حضرت كل مراسم وفاته حتى القبر.. الذي لم يأخذه مني.. نعم ما زلت أستشيره حتى الآن في قراراتي المصيرية.. كنت أحادثه قبلها بلحظة.. وكان يريد أن ينام.. رفضت لآني كنت أريده أن يجلس معي أطول وقت ممكن.. لكن القدر رفض ذلك في اللحظة نفسها.. أخرج أنفاسه الأخيرة ليصبح أسمه مسبوق بكلمة أبويا الله يرحمه.. لم أستطع كتابه هذه السطور من قبل.. بل كانت تدور الأحرف في ذهني لتكون بعضا من هذه الجمل التي لم تكتب من قبل.. لكني كتبتها الآن.. نعم أستطعت كتابتها الآن.. قد أرجع السبب في ذلك أني افتقده جدا.. رحمه الله عليك يا أبي
مصر هي اللي هماني في كل أيامي.. مع أن الوضع تعباني..والحالة أصبحت بشعه.. من الحكام الجشعه
Thursday, September 14, 2006
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment