Wednesday, September 06, 2006

اصحي الباص جه
طالبت مني أمي منذ مطلع هذا الأسبوع أن أكف عن السهر المتواصل الذي بدأت أدمنه.. منذ انتهاء الامتحانات جلست فترات طويلة أمام التلفزيون.. أشاهد عدد من الأفلام القديمة أو المسرحيات أو اللهو بعدد من الألعاب الالكترونية التي مللت منها.. لكن الآن أشعر بالاشتياق لها.. لم استطع أن أنام مبكرا.. لأني اعتدت فعل عكس ذلك منذ حوالي شهرين ونصف.. سافرنا إلى مصيف جميل تعرفت عليه على صديقتي.. التي مازلت أتواصل معها الكلام عبر التليفون.. لان أمي ووالدتها أصبحوا أصدقاء بسببنا

اشتقت كثيرا أن أرى أصدقائي في المدرسة لكني حين أتذكرهم أتذكر هذه الحقيبة.. الثقيلة.. التي أسئم من حملها يوميا.. والواجبات الكثيرة التي تملأ الكراريس والكشاكيل.. لكن هذا لا يعني أني أكرهها أحبها وأحب فصولها لان بالرغم من صغر سني إلا أن لدى تجارب وذكريات جميلة بها

هذه هي الليلة التي يجب أن أنام فيها مبكرا لأني على موعد معها غدا.. لقد انتاب الحي حالة من السكون في وقت مبكر على غير العادة فلقد يكون أعلن أن اليوم هو نهاية الإجازة الصيفية.. ويجب على الجميع كما قالت لي أمي أن أنام بدري فالجميع التزم.. لن أستطيع اليوم أن أشتري الحلوى التي اشتريها كل يوم لتسهر معي أمام التلفاز وهى تنتهي

يجب أن أنام فورا فلقد تخطت الساعة منتصف الليل وأبح ليس لدى شئ سوى النوم لاستيقظ مبكرا في حدود السادسة والنصف.. على صوت أبي الباص جه أصحي بقى لقد اشتقت لهذه الكلمة طيلة أيام الإجازة.. بالرغم من أنها في المعتاد تقطع أحلامي

استيقظت بعد محاولات كثيرة لاستجماع النوم وأنا في سريري طوال الليل ومازالت عيني يملئهما النوم.. السرير مازال دافئ.. والنوم الأحلام ممتعه.. ولا أريد الاستيقاظ الآن لكن لقد حان الوقت.. ارتديت الزي المدرسي الجديد الذي اشتريته منذ أيام.. وأخذت الحقيبة التي لم تملأ بعد بالكتب المدرسية الضخمة والثقيلة وزنا.. وعلى القلب أيضا

لقد عادت المدرسة من جديد والحياة أصبح لها مفهوما مختلفا بعد أيام الإجازة التي تبعثرت سريعا.. حقا لقد لهوت.. لكني كنت أريدها أن تكون أطول من ذلك.. خرجت وأنا مودعة أمي وأختي الصغيرة.. ركبت الباص.. التقيت بصديقات لم التقي بهم منذ أيام الامتحانات.. تبادلنا الحديث حول الإجازة التي انتهت.. نعم انتهت
دخلت المدرسة وأنا في شوق كبير لرؤيتها.. لكن لرؤيتها فقط
بدأ اليوم الدراسي.. الحصة الأولى لقد دخل لنا مدرسا كان يدرس في العام الماضي مما يعني أنه لن يأخذ وقتا للتعرف علينا.. وهذا بالفعل ما حدث بدأ يتكلم عن المادة الدراسية التي سيقوم بتدريسها اليوم.. وعن عدد الحصص وعن وجوب الالتزام في المذاكرة لطول المادة وعدم تناسبها مع الفصل الدراسي الأول لأن به عدد كبير من الإجازات.. ملمحا بأهمية الدروس الخصوصية.. وتوالت الحصص فكان ما أسعدني في هذا اليوم هو شيئان الأول أن أمي أعدت لي ساندويتشات جميلة المذاق والثاني أني التقيت بصديقاتي.. التي اشتقت إليهن.. إضافة إلى حصة الرسم لكن للآسف لم يكن مع الألوان.. وبالرغم من ذلك رسمت لوحة جميلة عن الصيف بالقلم الرصاص لتسجل لحظات مضت بالأبيض والأسود

No comments: