المكان.. عام.. الزمان.. الصباح الباكر.. الحالة مأساوية.. الشكل العام لا يليق بأحد.. الصورة عن قرب.. احد مكاتب البريد طابور من الرجال والسيدات متجاوزي السن الذي يستطيعون فيه تحمل الشقى.. وهو سن الستين.. ينتظرون أن يفتح الباب في تمام الثامنة صباح.. يتجاذبون الاحاديث القصيرة المقتضبه فيما بينهم مثل هو انتي اللي جيتي الاول.. الدوا غلي ومتنيل مش موجود كمان.. شوفتي الزيت بقي بكام.. الواد رجع من الجيش وشه زي اللقمة.. ودراعه مكسور.. والله ربنا هو اللي يعلم بينا.. انت عارف انا كنت ماسك مخازن الشركة القومية.. وكانت ماشية زي الساعة من يومين بيقولوا انها انسرقت عارف دي كان فيها ايه
ينفتح الباب ويترص الرجال والسيدات كله في طابوره تجد رجلا كبيرا لا يستطيع على الحراك وسيدة لا تختلف عنه كثيرا واخرون يحاولون الوصول للشباك الذي يحتله موظف اذا عبئ بشئ سيموت منتحرا.. أو مصابا بكل أمراض الضغط الدموي.. الحالة اسواء مما تكون.. ليس ذنب أحد على الاطلاق أن يكون معاشه الشهري لا يتعدي الأربعون جنيها نعم رأيت بعيني سيدة في أواخر العقد السادس من عمرها وتتقاضى معاشا قدرة 35 جنيه، ورجل في نفس العمر تقريبا يتقاضي 130 جنيها
الستر من عند الله ونعم بالله ولكن كيف يكون هذا معاشا هؤلاء الناس سواء خدموا البلد أو لم يخدموها حتي لو كانوا مّمن لا يفعلون أى شئ على الاطلاق طوال السبعين عاما الذين عاشوها فكيف يتقاضى معاشا شهريا قدرة 35 جنيها خمسة وثلاثون جنيها فقط لا غير.. لكي لايعتقد احد اني اخطأت في الرقم
يعني بمعدل يومي 1.129 قرشا في اليوم واحد جنيها في اليوم ومائة وتسعه وعشرون قروشا من المئة.. مساعدة هؤلاء الناس الاعفاء المحترمون الذي لا يقبلون الحسنة من احد ممكنه وذلك من خلال انشاء صندوق دعم لمن هم معاشهم الشهري اقل من 500 جنيها وتعدي سنهم عن 60 عاما.. ويتم تقسيمهم إلى شرائح كل شريحة تحمل فئة مبلغ معين يترواح بين مثلا 20 إلى 50 جنية يعني كدة فاضل ما بين 480 جنية أو 450 جنية شهريا.. ويتم عمل حملة تبرع أموال فقط تقودها جمعية أهلية لدعم هؤلاء الاشخاص الذين هم بالتأكيد محتاجون سيتم جمع الكشوف من التأمينات الاجتماعية والتبرعات من أهالي الخير حتي ولو بربع جنية ويتم دعمهم عن طريق صندوق ادخار تابع لكل مكتب بريد ويتم صرف بقية المبلغ عن طريق صندوق ادخار كل شخص فيهم يتم ادارته من قبل الجمعية المنوطة بذلك