لحظة صمت طالت
كنت هناك ألهو مع الأصدقاء في حديقة قريبة من منزلنا.. عدت وكانت ملابسي متسخة من اللهو.. عنفتني أمي ليس لأني لهوت لكن لأني أرتديت هذا الرداء الذي كان من المفترض أن ارتديه غدا.. في فرح أبنه عمي الكبيرة التي تحب خطيبها منذ وأن كانت في سني وهو يبادلها نفس المشاعر.. بالرغم من صغر سني فأنا لم أتعدى العاشرة بعد.. بالرغم من ذلك إلا أنني أشعر أن الحب شيء جميل فأبي يحب أمي وأمي أيضا.. وأحب أخوتي وصديقاتي.. وحين اتركهم أشعر تجاههم بالاشتياق
دخلت غرفتي ذات اللون الهادئ.. تلفت حوالي فصادف عيني هذا الكتاب الموجود على الرف حين أكون هنا في بيت جدي.. أحب أن أدخل هذه الغرفة التي ولدت فيها وتركتها من سنتين فقط.. أنا أيضا أحب جدي وهو الآخر يعبر عن ذلك حين يأخذني معه إلى البحر ليقوم بهوايته الهادئة وهى اصطياد السمك.. على البحيرة القريبة من منزله
أخذت الكتاب من على الرف.. به مجموعة جميلة من القصص تبدأ بقصة السندريلا وتنتهي بالصندوق المسحور.. يجمع مجموعة جميلة كما أن كلماته بسيطة.. أستطيع قرأتها بطلاقه.. أشعر حين قرأتها.. بأني أستعيد الأيام التي كانت تقوم أمي باحتضاني على السرير وهى تربت على كتفي بحنان وتداعب شعري بأناملها الدافئة دوما.. غفوت وأنا أقراء في الكتاب لكني كنت مستمتعة بذلك.. نعم كنت مستمتعة.. فقد استيقظت على صوت مزعج لم أسمعه منذ فترة وكان البيت مظلم.. لم أرى شيئا كنت أسمع صرخات مدوية في طرقات المنزل.. كان من بينهم صوت أمي نعم كانت تنادي على من بعيد والصوت لم يتوقف بل توالى وأستمر لمدة تزيد عن ال.. لم أحدد الوقت بشكل صحيح.. احتضنتني أمي لكن بخوف من شيء لم أكن أستوعبه في هذه اللحظة بالتحديد
خرجنا من المنزل مسرعين.. إلى أقرب خندق.. فكنا نتحضر لنحضر زفاف أبنه عمي غدا.. جرينا في الظلام.. ودخلنا تحت الأرض مثل الفئران التي تخشى نيل الصائد منها.. طمأنتني أمي وهى ترتجف خوفا من شيئا لم أكن استوعبه.. فأصوات الانفجارات والاستيقاظ فزعا من نوما هادئا افقدني.. التركيز وفهم الأشياء المتلاحقة في هذه الليلة.. كان يوجد رجلا هناك يجلس في هذا الركن وكان يحمل راديو صغير.. وقال المتحدث من خلال السماعة الصغيرة قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان
لقد بدأت استوعب بعض الشيء ما يجري من حولي فهمت أن هذا الصوت كان صوت الغدر.. صوت الغدارين.. لقد أفزعوني ولابد من أن أقوم بفعل أكثر قوة ضدهم.. لقد اخافوا أمي
تسمر عقلي مكانه للحظات.. أبي هناك في بيروت.. صرخت صرخة عالية أمسكت أمي بيدي وهي تبكي احتضنها جدي.. وأصبحنا ملتحمين.. وكأننا قطعة من الصخر المنحوت.. لم استطع كثيرا على التفكير لكن ما يجب أن أصل إليه هو أن أكون قوية.. لن أصرخ مرة أخرى فزعا من أحد
خرجنا من المنزل مسرعين.. إلى أقرب خندق.. فكنا نتحضر لنحضر زفاف أبنه عمي غدا.. جرينا في الظلام.. ودخلنا تحت الأرض مثل الفئران التي تخشى نيل الصائد منها.. طمأنتني أمي وهى ترتجف خوفا من شيئا لم أكن استوعبه.. فأصوات الانفجارات والاستيقاظ فزعا من نوما هادئا افقدني.. التركيز وفهم الأشياء المتلاحقة في هذه الليلة.. كان يوجد رجلا هناك يجلس في هذا الركن وكان يحمل راديو صغير.. وقال المتحدث من خلال السماعة الصغيرة قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان
لقد بدأت استوعب بعض الشيء ما يجري من حولي فهمت أن هذا الصوت كان صوت الغدر.. صوت الغدارين.. لقد أفزعوني ولابد من أن أقوم بفعل أكثر قوة ضدهم.. لقد اخافوا أمي
تسمر عقلي مكانه للحظات.. أبي هناك في بيروت.. صرخت صرخة عالية أمسكت أمي بيدي وهي تبكي احتضنها جدي.. وأصبحنا ملتحمين.. وكأننا قطعة من الصخر المنحوت.. لم استطع كثيرا على التفكير لكن ما يجب أن أصل إليه هو أن أكون قوية.. لن أصرخ مرة أخرى فزعا من أحد
2 comments:
لحظة الصمت طالت فعلا على كل من ظلمونا في هذه البلد ....جميل أن لا تصرخ فزعا من المعتدى والأجمل أن تصرخ معترضا في وجه المحتل ومساعديه ... والأصعب أن تكون بعيدا عن إخوانك وبينك وبينهم حائل وتصرخ بداخلك ولا تستطيع أن تصل إليهم ... حقا إنه احساس قاتل
ووووووووووووائل
بجد اسلوبك جميل عبر عن مأساة الشعوب العربية وخاصة أطفالها، الذين لا ذنب لهم سوى انهم ولدوا عرب.
هالة الدسوقي
Post a Comment