الطريق يزداد طولا بالرغم من ما نقطعه من أميال.. إلا أنني لم ولن أصاب بعد باليأس.. من الاستمرار في ذات الطريق الذي أخترته أو هو أختارني.. بالرغم من أن الأهداف لن تتغير.. استاء لما نفعله في انفسنا.. تحولنا من منارة للفكرة.. إلى متلقي سئ ويزداد سواءا يوما بعد يوم لما يدعونه أنه فكرا.. لا تزال الانفاس تتصاعد من أرجيله ذات أحجارا معدودة.. مياهها ملوثة.. دخانها عكرا.. وفنجانا من القهوة الرخيصة المستوردة.. على رصيف مكسر مثل الكرسي الذي يعتليه البعض بعد أن يجزر كل من حوله.. ليصل إلى ما لا نهاية
لكن حتما سنصل إلى نهاية المطاف أو الطواف في دائرة.. مغلقة على أفكار محدودة الابداع.. أين هي لحظات النشوة والروعة والانطلاق والانفلات عن المألوف.. لقد بطرها كائن تشبه بصورة بشر.. ونسى يوما فيه أنحشر في أحشاء إمراة.. كانت تتأوة من لحظات ولحظات.. حنيني إليك يا وطني أصبح مملا لاني لا القي فيك سوى القمامة.. لا تلوموني بل اعذروني.. كما اعذركم على أفعالكم الصبيانية أو الساذجة المتسمة بالهبل
اتذكر مشاهد قد بطرت بسيف رقيب عين من رقيب والرقيب عبد المأمور والمأمور مأمور من ما لا أمر له على حريتي وحريتك.. تغيرت موسيقانا التي كنا نشدوا بها.. لتصبح مسخا مزيجا متعولما من عوالم أحط بكثير من ذلك العالمة الملتحمة المتعرية أمام مجموعة من سكارى الدخان.. في فرح مُسف.. لعروس كانت تستبيح رجولة شباب المنطقة.. إلا شرفي تنوعت الصراخات والتأوهات لتنم على لذات ممتزجة بين الابتسامات والدموع.. فلم تكن يوما دموع ندم على فعلتها المشينة في حق البشر.. إلا أنها كانت دموع ذل وهوان وامتلاك لمن اعتقد نفسه الاقوى
نستخدم الفاظا أكثر فظاظه.. مثل الشاب الذي اسقط بنطاله ولبس حظاظه.. زيرو تسعميه.. وزيرو ميه ميه.. وزيرو مونديال.. وأبو العيال طالع ميتينه في طابور وقف فيه الملايين ليخرج.. واحد من المليانيين ويقول الأزمة اتحلت.. هو مشافش الجزمة.. وله مخافش منها.. ويخاف ليه مهو في مكانه.. ولسه فاتح دكان الاستيراد.. بيفسد بيه الاراض.. وتحي مصر ثلاث مرات على غيار الريق لعلم مرسوم على قماش صيني.. صيني انكسر في النيش والجاى مهو لازم يطير زي الريش ويروح بقشيش.. وعنها ما انصلح حالها