ماذا لو قام الرئيس المصري محمد حسني مبارك شخصيا بعمل أفضل من مقاضاه عدد من الصحفيين عبروا عن ارائهم الشخصية التي لا تتماشى معه بسبب أنها معارضة له.. مع العلم أنه لا يوجد حكومة على مستوى العالم بلا معارضة.. وهو أكثر الحكام خبرة بذلك.
فمن المفترض أن يكون لدينا شوية معارضة عشان نبقى عايشين في مناخ سياسي صحي.. لو كنت مكان السيد الرئيس.. لكنت رفضت اللجوء للقضاء لمحاربة أربع صحف كل توزيعها.. لا يتعدى 2 مليون جريدة يوميا.. الكل هيقولي ازاى اتنين مليون بس دة الدستور لوحدها بتوزع كتير اوي.. اقولكم انا ليه احنا شعب تعداده حوالي 80 مليون بني ادم وبنت حواء.
نصفهم جهلة وطبعا النص التاني متعلم هنشيل منهم الثلث أطفال مع انهم أكتر من كدة وهنشيل الناس اللي مريحة دماغها وبتقرا "الأهرام".. "الأخبار".. "الوفد" والجمهورية طبعا عشان نماذج امتحانات الإعدادية والثانوية.
يتبقى من الحسبه دي حوالي مليون مقسمين على عدد من جرائد المعارضة المستقلة "الدستور".. "صوت الأمة".. "المصري اليوم".. "الفجر".. و"الأسبوع".. وطبعا لا أظن أن عدد مبيعات "الكرامة" وصل في يوم من الأيام إلى ربع مليون نسخة لانه مستحيل من نواحي كثيرة بلاش نقولها
فما المانع في أن يكتب الرئيس مبارك لجريدة الدستور عمود مثلا يحمل أسم "رئيس معارض" أو "المعارضة الرئاسية" أو أى أسم يحلو له يعارض فيه الحكومة والدول المجاورة وينتقد فيه قرارات مجلس الشعب المهم أنه يكتب في الجورنال.. ومن هذه الخطوة سيستفيد جدا السيد الرئيس من عدة جوانب أولا أنه حين يتحرر من القيود والرسميات بيصبح بحبوحا جدا وقريبا من الناس وطبعا كلنا نتذكر الصورة بتاعه الشاى اللي كانت في الارياف دي أيام الحملة الانتخابية.. ومن جانب آخر سيصبح أكثر قربا بمشاكل الصحفيين ويرى بعينه معاناة الصحفيين
ومن ناحية الجورنال فبالطبع لن يجد معارضة ولا من قبل مجلس الإدارة ولا من قبل التحرير لان بذلك عدد ورقات الجورنال ستزيد.. وتبقلظ جدا بسبب الإعلانات حديد عز الدخيلة واسمنت اسيوط وسيراميكا كليوباترا وموبينيل وفودافون ومش بيعيد يجيلهم إعلانات مبوبة وقرى سياحية وفنادي الفورسيزون وإعلانات بالانجليزي مبيفهمهاش غير عدد محدود من اللي مسكوا الجورنال.. وكمان هتقدر تشوف الجورنال في إعلانات التليفزيون مع الباعة اللي بيجي قبل أين تذهب هذا الليل
وستكثر التهاني للسيد الرئيس بمناسبة كتابته في الجورنال.. وسنلاحظ اضافة البعض الالقاب الجديد لسيادة الرئيس وهو صاحب الكلمة الاولى والرأى الحر في صحف المعارضة.. الرئيس يعارض من أجل أمن وأمان الشعب المصري.. عشت يا مبارك وعاشت المعارضة.. تحيا المعارضة الحرة.. والناس مش بعيد تخرج تهتف للمعارضة
وكمان مش بعيد نلاقي الباشمهندز شريف صبري عمل برومو اسمه "معارضتك لوحدها مش كفاية".. وآخرون سيصفون كتابة الرئيس في الصحافة المعارضة بانها المبادرة الاولى.. ومش بعيد حد من بتوع الهتيفه يرفع قضية على مانحي جائزة نوبل يطالب فيها باحقية الرئيس في الجائزة.. بسبب انضمامه في المعارضة.. والبعض سيعتبر أنها خطوة جديدة في الاصلاح
وتخرج النكات بأن الرئيس رفض المصري اليوم وفضل عنه الدستور بسبب أنه مصري من زمان ومرتبط بالدستور
وستصدر منشيتات الصحف القومية قبل نشر شئ للرئيس مبارك كالتالي :
الاهرام : الرئيس مبارك يكتب في الدستور ليحتضن المعارضة
الاخبار : كعادته يحاول فهم الاخر.. الرئيس يكتب في صحف المعارضة
الجمهورية : ما كتبه مبارك اليوم في الدستور هو بمثابة مدرسة جديدة يتعلم منها كل الصحفيين ـ بالرغم من أنه لم يبدأ في الكتابة بعد ـ
الدستور ـ إبراهيم عيسى : نرحب بالجميع للكتابة في الدستور
الجزيرة : مبارك يحاول التقرب للشعب بطريقة شافيز
مفاجأة للمجتمع الدولي
بوش يحذر مبارك من الخوض في طريق المعارضة
الاتحاد الاوروبي يصف الخطوة بالجيدة مشيدا بمبادرات الرئيس
القذافي : أنا أول من عارض حكومة بلادي
السعودية : أننا نتابع الدستور منذ فترة وانبهرنا بكتابات الرئيس ـ بالرغم من أنه لم يبدأ في الكتابة بعد ـ
الاردن : أننا نرحب بالرئيس للكتابة في الدستور الاردني
وفي الوقت نفسه نلحظ تغيرا ملحوظا طرأ على الصحفيين العاملين في جريدة "الدستور" فسيتم صرف منح لهم عالية مما يدفع غالبية العاملين بالمجال التزاحم للعمل بالجريدة وطبعا الواسطة هتشتغل.. وسنجد خدمات جديدة قدمت للصحفيين منها سيارات بالتقسيط وشقق بالتقسيط ومصايف لأوروبا وتركيا ومنح دراسية في أمريكا وكورسات مجانية من جمعية جيل شباب المستقبل عبارة عن كمبيوتر وانترنت.
وأجهزة لاب توب كمنح لرفع كفائة الصحفيين.. وستتغير سياسة الدستور تدريجيا دون توجيهات من أحد لكن طالما العيشه اختلفت يبقى أكيد فيه جديد.. ليصبح الدستور معارضا للشعب ذاته ويحسه على تطوير ذاته بذاته والبعد عن المنح الحكومية داعما فكرة الاستقلالية
وقد نجد ايضا مقالة بشكل أسبوعي للسيد رئيس الوزراء يتحدث فيها عن مدى استخدام الكمبيوتر في اطعام المساكين.. لكن بعض المعارضين الليبرالين الشيوعيين المتطرفين العلمانيين.. من الجريدة سيرفضون الكتابة فيها لأنهم خلقوا احرار وسيظلون احرارا.. وهذا مبدئهم من البداية فلذلك لن يعملوا بهذا المجال مرة اخرى.. وفي هذه الحالة اكتسبت الحكومة القضاء على عدد من الصحفيين كان يسبب لها ازعاجا شديدا ومش بعيد المفاجأة تصدمهم ويموتوا بحصرتهم
الـــيـــــــــوم الاول
لــقــطــة 1 : الرئيس مبارك موجود بمقر الدستور في المهندسين بعد أن اغلقت جميع المحاور المؤدية من الساعة السادسة صباحا بسبب وجود السيد الرئيس في المهندسين وتحديدا في مقر الدستور
لــقــطــة 2 : الإسعاف لا يوجد أى سيارة تنادي بولاق أو جامعة الدول ويقف على الرصيف كل من الزميل العزيز عمرو بدر وبيسان كساب والعظيم رضوان ادم وعبير العسكري وشيماء أبو الخير وعدد كبير من الصحفيين ورسامي الكاريكاتير يريدون الوصول لجريدتهم
يحاول عمرو هو وعبير الإتصال بالجريدة لكن لا حياء لمن تتصل.. فيقرروا المشى لكن من ميدان سيفنكس لغاية فرغلي الشارع مقفول.. طب والعمل يا جماعة فكرت المجموعة بالهتاف ضد النظام
الـــــــنــــــــــهـــــــــايــــــــــــــــة